للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٦ - قال المصنف - رحمه الله -[١/ ٥٩٢]: وَقَالَ كَعْبُ الأَحْبَارِ: يُجَاءُ بِالشَّمْسِ وَالقَمَرِ يَوْمَ القِيَامَةِ، كَأَنَّهُمَا ثَوْرَانِ عَقِيرَانِ، فَيُقْذَفَانِ فِي جَهَنَّمَ؛ لِيَراهُمَا مَنْ عَبَدَهُما. كَمَا قَالَ تَعَالَى: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ الآية ...

قال المصنف - رحمه الله -[١/ ٥٩٣]: وردَّ ابْنُ عَبَّاسٍ قَوْلَ كَعْبِ الأَحْبَارِ، وَقَالَ: اللهُ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أنْ يُعذِّبَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ، وَإِنَّمَا يَخلُقْهُمَا يَوْمَ القِيَامَةِ أَسْوَدَين مُكَوَّرَين، فِإذَا كَانَا حِيَالَ العَرشِ خَرَّا سَاجِدَينِ للهِ تَعَالَى، وَيَقُولَانِ: إِلهَنَا، قَدْ عَلِمْتَ طَاعَتَنَا لَكْ، وَسُرْعَتَنَا فِي المُضِيِّ فِي أَمْرِكَ أَيَّامَ الدُّنْيَا، فَلَا تُعَذِّبَنا بِعِبَادَةِ الكَافِرِيْنَ إيَّانَا. فَيَقُولُ الرَّبُّ تَعَالى: صَدَقْتُما، إنِّي قَضَيْتُ عَلَى نَفسِي أنِّي أُبدِئُ وأُعِيدُ، وَأنِّي أُعِيْدُكُمَا إِلَى مَا بَدأتُكُمَا مِنْهُ، وَإِنِّي خَلقْتُكُما مِن نُوْرِ عَرْشِي، فَارْجِعَا إِلِيهِ؛ فَيَخْتَلِطَانِ بِنُورِ العَرْشِ. فَذَلِكَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١).

[إسناد الحديث ومتنه]

قال ابن جرير الطبري - رحمه الله -: حدثني محمد بن أبي منصور، قال: حدثنا خلف بن واصل، قال: حدثنا أبو نعيم، عن مقاتل بن حيان، عن عكرمة، قال: بينا ابن عباس ذات يوم جالس، إذ جاءه رجل فقال: يابن عباس، سمعت العجبَ من كعب الحبر، يذكر في الشمس والقمر! قال: وكان متكئاً فاحتفز، ثم قال: وما ذاك؟ قال: زعم أنه يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة، كأنهما ثوران عقيران، فيقذفان في جهنم، قال عكرمة: فطارت من ابن عباس شقة (٢)،

ووقعت أخرى غضباً، ثم قال: كذب كعب، كذب كعب، كذب كعب - ثلاث مرات - بل هذه


(١) تنبيه: المؤلف فرَّق الحديث في موطنين متقاربين، بينهما فاصل.
(٢) كذا في المطبوع، وفي «العظمة» لأبي الشيخ: «شظية». وسيأتي بيان معناهما في شرح الغريب.

<<  <   >  >>