للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦١ - قال المصنف - رحمه الله -[١/ ٦١٨ - ٦١٩]: واحتجَّ الجُمْهُورُ بما رواه الإمامُ الشَّافعيُّ، بإسنادِه الصَّحِيحِ أو الحَسَن، عَنْ عَبدِ الله بنِ أبي عَمَّارٍ، أنَّه قَال: أقبلتُ مَع مُعَاذ بن جبل - رَضِي اللهُ تعَالى عنه - وكَعبِ الأحَبار في أُناسٍ، مُحْرِمين من بَيتِ المَقْدِس بِعُمْرةٍ، حَتَّى إذا كنَّا بِبَعضِ الطَّريقِ، وكعبٌ عَلى نارٍ يصْطَلي، فمرَّتْ به رِجْلٌ من جَرادٍ، فأخذَ جَرادَتين فقتَلَهما، وكان قد نَسِي إحْرَامَه، ثم ذكرَ إحرَامَه، فألقاهُما؛ فلمَّا قَدِمنَا المدينةَ، دَخَلَ القومُ على عُمرَ - رضي الله عنه - ودخَلتُ معهم، فقَصَّ كعْبٌ قِصَّةَ الجَرادَتين على عُمَرَ؛ فقال: «ما جَعَلتَ على نَفسِكَ يا كعْبُ؟ فقال: دِرْهَمينِ. فقال: بَخٍ بَخٍ، دِرهَمانِ خَيرٌ مِنْ مِئَةِ جَرادَةٍ، اجعَلْ ما جَعَلتَ عَلى نَفسِكَ»

[إسناد الحديث ومتنه]

قال الإمام الشافعي - رحمه الله -: أخبرنا سعيد، عن ابن جريج، عن يوسف بن ماهك، أن عبد الله بن أبي عمار، أخبره أنه أقبل مع معاذ بن جبل وكعب الأحبار في أناس محرمين من بيت المقدس بعمرة، حتى إذا كنا ببعض الطريق، وكعب على نار يصطلي، مرَّت به رِجلُ من جراد، فأخذ جرادتين فملَّهما، ونسي إحرامه، ثم ذكر إحرامه فألقاهما، فلما قدمنا المدينة دخل القوم على عمر - رضي الله عنه - ودخلت معهم، فقص كعب قصة الجرادتين على عمر، فقال عمر: من بذلك (١)؟ لعلك بذلك يا كعب؟ قال: نعم، قال: إن حِمْيَر تِحبُّ الجراد. قال: ما جعلت في نفسك؟ قال: درهمين، قال: بخٍ، درهمان خير من مئة جرادة، اجعل ما جعلت في نفسك.

[«الأم» للإمام الشافعي (٣/ ٥٠٤) و «المسند» للشافعي (٨٩٤)]


(١) كذا في المصدرين: من بذلك، وفي المسند: ومن بذلك.

<<  <   >  >>