للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٧٥ - قال المصنف - رحمه الله -[١/ ٦٨١]: وَفِي «مُسْنَدِ» الدَّارِمِيِّ عَنْ الشَّعْبِي، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ - رَضِي اللهِ تَعَالَى عَنْهُ -: لَقِيَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - رَجَلَاً مِنْ الجِنِّ، فَصَارَعَهُ، فَصَرَعَهُ الإِنْسِيُّ، فَقَالَ لَهُ الإِنْسِيُّ: إِنِّي أَرَاكَ ضَئِيْلَاً شَخِيْتَاً، كَأَنَّ ذِرَاعَيْكَ ذِرَاعَا كَلْبٍ، فَكَذَلِكَ أَنْتُمْ مَعْشَرَ الجِنِّ؟ أَمْ أَنْتَ مِنْ بَيْنِهِمْ كَذَلِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللهِ، إِنَّنِي مِنْ بَيْنِهِمْ لَضَلِيْعٍ، وَلَكِنْ عَاوِدْنِي الثَّانِيَةَ، فِإِنْ صَرَعْتَنِي عَلَّمْتُكَ شَيْئَاً يَنْفَعُكَ. قَالَ: نَعَمْ. فَعَاوَدَهُ، فَصَرَعَهُ. فَقَالَ لَهُ: أَتَقْرَأُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (البقرة:٢٥٥)؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فِإنَّكَ لَا تَقْرَؤهَا فِي بَيْتٍ؛ إِلَّا خَرَجَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ لَهُ خَبَجٌ كخَبَجِ الحِمَارِ، ثُمَّ لَا يَدْخُلُهُ حَتَّى يُصْبِح».

قَالَ الدَّارِمِيُّ: الضَّئِيلُ: الدَّقِيْقُ. والشَّخِيْتُ: المَهْزُوْلُ. وَالضَّلِيعُ: جَيِّدُالأَضْلَاعِ. وَالخَبَجُ: الرِّيْحُ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: الخَبَجُ: الضُّرَاطُ.

[إسناد الحديث ومتنه]

قال الدارمي - رحمه الله -: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أبو عاصم الثقفي، قال: حدثنا الشعبي قال: قال عبد الله بن مسعود: لقي رجلٌ من أصحابِ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - رجلاً مِنَ الجنِّ، فصارعَهُ، فصَرَعَهُ الإنْسِيُّ، فقال له الإنْسِيُّ: إنِّي لأراكَ ضئيلاً شَخِيتاً، كأن ذَريعَتَكَ ذرَيْعَتا كَلب، فكذاك أنتم مَعشرَ الجِنِّ، أمْ أنتَ مِنْ بينهم كذلك؟ قال: لا والله، إنِّي مِنهُم لضَليعٌ، ولكن عاوِدْنِي الثانية، فإنْ صَرَعْتَني علَّمتُكَ شيئاً ينفعُك. فعاوده، فصرعه، قال: هاتِ علِّمني، قال: نعم. قال: تقرأُ: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (البقرة: آية (٢٥٥) (. قال: نعم. قال: فإنِّك لا تقرؤها في بيتٍ إلا خَرجَ منه الشيطانُ له خَبجٌ كخَبَجِ الحِمَار، ثم لا يَدْخلْهُ حتَّى يُصبح.

<<  <   >  >>