للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الْمَدِينَةَ فَآخَى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِىِّ، وَكَانَ سَعْدٌ ذَا غِنًى، فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ أُقَاسِمُكَ مَالِى نِصْفَيْنِ، وَأُزَوِّجُكَ. قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِى أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلُّونِى عَلَى السُّوقِ. فَمَا رَجَعَ حَتَّى اسْتَفْضَلَ أَقِطًا وَسَمْنًا، فَأَتَى بِهِ أَهْلَ مَنْزِلِهِ، فَمَكَثْنَا يَسِيرًا - أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ - فَجَاءَ وَعَلَيْهِ وَضَرٌ مِنْ صُفْرَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «مَهْيَمْ». قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ. قَالَ «مَا سُقْتَ إِلَيْهَا». قَالَ نَوَاةً مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ وَزْنَ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ «أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ». أطرافه ٢٢٩٣، ٣٧٨١، ٣٩٣٧، ٥٠٧٢، ٥١٤٨، ٥١٥٣، ٥١٥٥، ٥١٦٧، ٦٠٨٢، ٦٣٨٦ تحفة ٦٦٨

٢٠٤٨ - قوله: (قال: زِنَةَ نَوَاةٍ من ذهبٍ، أو نَوَاةً من ذَهَبٍ)، واعلم أن نَوَاةً من ذهبٍ (١) مَخْصُوصَةٌ في اصطلاحهم بخمسة دَرَاهِم. وأما زِنَةُ نَوَاةٍ من ذَهَبٍ فهي عامةٌ، بالغةً ما بلغت، فإنها يُمْكِنُ أن تزيدَ على عشرة دَرَاهِم أيضًا.

٢ - بابٌ الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ

٢٠٥١ - حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عَدِىٍّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنِ الشَّعْبِىِّ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ - رضى الله عنه - سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم -. حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ أَبِى فَرْوَةَ عَنِ الشَّعْبِىِّ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم -. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ


(١) فائدةٌ مهمةٌ التقطناها من كتاب الزكاة من "عمدة القاري":
قال العينيُّ: وزعم المَرْغِينَاني أن الدِّرْهَمَ كان شبيهَ النَّواة، ودُوِّرَ على عهد عمر رضي الله تعالى عنه، فَكَتَبُوا عليه: لا إله إلَّا الله، ثم زاد ناصر الدولة بن حَمدَان كلمة - صلى الله عليه وسلم - فكانت مَنقَبَة لآل حَمدَان. وفي كتاب المكاييل: عن الواقدي، عن مَعبَد بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابِط، قال: كان لقريش أوزانٌ في الجاهلية، فلما جاء الإِسلامُ، أُقِرَّت على ما كانت عليه: الأُوقِيَّةُ أربعون دِرْهَمًا، والرَّطلُ اثنا عشر أُوقِية، فذلك أربعةٌ وثمانون دِرهمًا. وكان لهم النَّشُّ، وهو عشرون دِرهمًا، والنَّوَاة، وهي خمسةُ دراهم. وكان المِثقَالُ اثنين وعشرين قيراطًا إلَّا حَبَّة، وكانت العشرةُ دراهم وزنَها سبعة مثاقيل، والدِّرهَمُ خمسة عشر قيراطًا. فلمَّا قَدِمَ سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُسَمِّي الدينارَ لوزنه دينارًا. وإنما هو تِبْرٌ. ويُسَمَّي الدرهمَ لوزنه درهمًا. وإنما هو تِبْرٌ. فأُقِرَّت موازين المدينة على هذا. فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "الميزانُ ميزانُ أهل المدينة". اهـ.
يقول العبدُ الضعيفُ: ولم أزل أتفَكَّرُ في سرِّ التعبير بنَوَاةٍ من ذهب، فلم أَرَ أحدًا منهم توجَّه إليه. غير أنهم لما مرُّوا عليه ذَكَرُوا مِصدَاقَهُ، فعند الترمذيِّ ذَيل شرح حديث الوليمة - قال أحمد بن حنبل: وزنُ نَوَاةٍ من ذهبٍ وزنُ ثلاثة دراهم وثُلث. وقال إسحاق: هو وزنُ خمسة دراهم. فلمَّا رأَيت في "العمدة": أن الدَّرَاهِمَ في القديم كانت شبيهَ النَّوَاة، ظَهَرَ لي بعضُ السرِّ فيه، وأنا في تردُّد بعدُ، فلينظر فيه. والله تعالى أعلم بالصواب. ويتعلَّق به ما ذكره العينيُّ: أن الرَّطلَ هو الفلفلي، والفرقُ ستة وثلاثون رطلًا فلفلية، والقِرْبَة خمسون مَنّا، ذكره في "الينابيع". وفي "المغني" القِرْبَةُ: مائة رطلٍ ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>