وقال الحافظ في الفتح ٩/ ٥٢٢: "قال النووي: أجمع العلماء على استحباب التسمية على الطعام في أوله. وفي نقل هذا الإِجماع على الاستحباب نظر". وانظر "شرح مسلم" للنووي ٤/ ٧٠١. وقال القرطبي: "هذا الأمر على جهة الندب، لأنه من باب تشريف اليمين على الشمال، لأنها أقوى في الغالب، وأسبق للأعمال، وأمكن في الاشتغال، وهي مشتقة من اليمن، وقد شرف الله أصحاب الجنة إذ نسبهم إلى اليمين، وعكسه في أصحاب الشمال". وقال: "وعلى الجملة فاليمين وما نسب إليها، وما اشتق منها محمود لغة وشرعاً وديناً، والشمال على نقيض ذلك وإذا تقرر ذلك فمن الآداب المناسبة لمكارم الأخلاق والسيرة الحسنة عند الفضلاء اختصاص اليمين بالأعمال الشريفة والأحوال النظيفة". وقال: "كل هذه الأوامر منَ المحاسن المكملة، والمكارم المستحسنة، والأصل فيما كان من هذا الترغيب والندب ". وفي هذا الحديث: أنه ينبغي اجتناب الأعمال التي تشبه أعمال الشياطين والكفار، وفيه جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي، وفيه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر حتى في حال الأكل، وفيه استحباب تعليم أدب الأكل والشرب، وفيه منقبة لعمر بن أبي سلمة لامتثاله الأمر ومواظبته على مقتضاه. ملاحظة: على هامش (م) ما نصه: "هو في الصحيح من حديث عمر بن أبي سلمة، من رواية وهب بن كيسان، عن عمر". وقال الحافظ في "هداية الرواة" ١٣٣/ ٢: "متفق عليه من حديث عمر بن أي سلمة المخزومي". (١) إسناده ضعيف، يعقوب بن محمد هو ابن عيسى الزهري قال أحمد: "يعقوب بن =