للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "إِنَّ الله لَوْ عَذَّبَ أهْلَ سَمَاوَاتِهِ وَأَهْلَ أَرْضِهِ عَذَّبَهُمْ وَهُوَ غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ، كَانَتْ رَحْمَتُهُ خَيْراً لَهُمْ مِنْ أَعْمَالِهمْ، وَلَوْ أَنفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ فِي سَبِيلِ الله، ما قَبِلَهُ اللهُ مِنْكَ حَتَّى تُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ، وَتَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ، لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأنَّ مَا أَخْطَاكَ، لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ، وَلَوْ مُتَّ عَلَى غَيْرِ هذَا، لَدَخَلْتَ النَّارَ". قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ عَبْدَ الله بْنَ مَسْعُودٍ فَقَالَ مِثْلَ قَوْله، ثُمَّ أَتيْتُ حُذَيْفَةَ ابْنِ الْيَمَانِ، فَقَالَ مِثْلَ قَوْلِهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ فَحَدَّثَنِي عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مِثْلَ ذلِكَ (١).


=والقدر اسم لما صدر مقدراً عن فعل القادر، كما الهدم، والقبض، والنشر أسماء لما صدر عن فعل الهادم والقابض، والناشر.
يقال: قَدَرْت الشيء، وقذَرت- خفيفة وثقيلة- بمعنى واحد.
والقضاء في هذا معناه: الخلق، كقوله -عز وجل-: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْن) أي: خلقهن. وإذا كان الأمر كذلك فقد بقي عليهم من وراء علم الله فيهم أفعالهَم ومباشرتهم تلك الأمور وملابستهم إياها عن قصد وتعمد وتقديم إرادة واختيار، فالحجة إنما تلزمهم بها، واللائمة تلحقهم عليها.
وجماع القول في هذا الباب أنهما أمران لا ينفك أحدهما عن الآخر، لأن أحدهما بمنزلة الأساس، والآخر بمنزلة البناء، فمن رام الفصل بينهما، فقد رام هدم البناء ونقضه ... ".
(١) إسناده صحيح، أبو سنان هو سعيد بن سنان البرجمي الشيباني، ترجمه البخاري في الكبير ٣/ ٤٧٧ ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وأورد ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٤/ ٢٨ بإسناده إلى أحمد بن حنبل أنه قال: "أبو سنان سعيد بن سنان كان رجلاً صالحاً، ولم يكن يقيم الحديث".
ثم قال: "سمعت أبي يقول: أبو سنان سعيد بن سنان صدوق، ثقة".
وقال ابن معين في تاريخه- رواية الدوري- برقم (٤٨٠٥): "أبو سنان سعيد بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>