للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[١٨ - باب فيما يكون من الفتن]

١٨٦٦ - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا وهب بن بقية، أنبأنا خالد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن أبي سلمة. عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:"سَتَكُونُ فِتَنٌ كرِيَاحِ الَّصيف، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيها خَيْرٌ مِنَ الماشى. مَنِ اسْتَشْرَف (١). . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ساقها. وأصل الرحا: التي يطحن بها. والمعنى: أن الإِسلام يمتد قيام أمره على سنن الاستقامة والبعد من إحداثات الظلمة إلى تقضَي هذه المدة التي هي بضع وثلاثون. ووجهه أن يكون قاله وقد بقيت من عمره السنون الزائدة على الثلاثين باختلاف الروايات. فإذا انضمت إلى مدة خلافة الأئمة الراشدين وهي ثلاثون سنة، كانت بالغة ذلك المبلغ، وإن كان أراد سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ففيها خرجٍ أهل مصر وحصروا عثمان -رضي الله عنه- وجرى فيها ما جرى. وإن كانت ستا وثلاثين ففيها كانت وقعة الجمل، وإن كانت سبعاً وثلاثين ففيها كانت وقعة صفين". وأما قوله: "فإن بقوا بقي لهم دينهم"، فقد قال الخطابي في "معالم السنن" ٤/ ٣٤١: "يريد بِالدين ها هنا الملك، قال زهير:
لَئِنْ حَلَلْتَ بِجَوِّ فِي بَنِي أَسَدٍ ... فِي دِينِ عَمْروٍ وَحَالَتْ بَيْنَنَا فَدَكَ
يريد ملك عمرو وولايته.
قلت: ويشبه أن يكون أريد بهذا ملك بني أمية وانتقاله عنهم إلى بني العباس -رضي الله عنه-، وكان ما بين أن استقر الأمر لبني أمية إلى أن ظهرت الدعاة بخراسان، وضعف أمر بنى أمية ودخل الوهن فيهم نحواً من سبعين سنة".
وانظر أيضاً "مشكل الآثار" ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٨، والإحسان ٨/ ٢٣١، وجامع الأصول ١١/ ٧٨١.
(١) شرح ابن الأثير في النهاية العبارة الأخيرة هذه بقوله: "أي: من تطلع إليها وتعرض لها، واتته فوقع فيها".
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٣/ ٢٦٣: "الشين، والراء، والفاء أصل يدل =

<<  <  ج: ص:  >  >>