للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيب. أنَّهُ سَمعَ أبا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ الْمَسْجِدَ وَعُمَرُ يُكَلِّمُ النَّاسَ، حَتى دَخَلَ بَيْتَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، وَهُوَ بَيْتُ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فَكَشَفَ عَنْ وَجْههِ بُرْدَ حِبَرَةٍ كَانَ مُسَجَّى بِهِ (٢/ ١٧١)، فَنَظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، ثُم أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ وَقَالَ: بِأبِي أَنْتَ، فَوَاللهِ لا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ (١)، لَقَدْ مُتَّ الْمَوْتَةَ الَّتِي لا تَمُوتُ بَعْدَهَا (٢).


(١) قال الحافظ في فتح الباري ٣/ ١١٤: "وأشد ما فيه إشكالاً قول أبي بكر: لا يجمع الله عليك موتتين، وعنه أجوبة: فقيل: هو على حقيقته، وأشار بذلك إلى الرد على من زعم أنه سيحيا فيقطع أيدي رجال، لأنه لو صح ذلك للزم أن يموت موتة أخرى، فأخبر أنه أكرم على الله من أن يجمع عليه موتتين كما جمعهما على غيره كالذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف، وكالذي مرَّ على قرية، وهذا أوضح الأجوبة وأسلمها.
وقيل: أراد: لا يموت موتة أخرى في القبر كغيره، إذ يحيا ليسأل ثم يموت. وهذا جواب الداوودي.
وقيل: لا يجمع الله موت نفسك، وموت شريعتك.
وقيل: كنى بالموت الثاني عن الكرب، أي: لا تلقى بعد كرب هذا الموت كرباً آخر".
وقال أيضاً في الفتح ٧/ ٢٩: "وقد تمسك به من أنكر الحياة في القبر، وأجيب عن أهل السنة المثبتين لذلك بان المراد نفي الموت اللازم من الذي أثبته عمر بقوله: وليبعثنه الله في الدنيا ليقطع أيدي القائلين بموته. وليس فيه تعرض لما يقع في البرزخ.
وأحسن من هذا الجواب أن يقال: إن حياته -صلى الله عليه وسلم-في القبر لا يعقبها موت، بل يستمر حياً، والأنبياء أحياء في قبورهم، ولعل هذا هو الحكمة في تعريف الموتتين حيث قال: لا يذيقك الله الموتتين، أي: المعروفتين المشهورتين، الواقعتين لكل أحد غير الأنبياء".
(٢) إسناده جيد، إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس فصلنا القول فيه عند الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>