للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَمُوتُ بَيْنَ امْرَأيْنِ مُسْلِمَيْنِ وَلَدَانِ أوْ ثَلَاثَة فَيَصْبِرَانِ وَيَحْتَسِبَانِ فَيَرَيَانِ النَّارَ أبَداً".

وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ لِنَفَرٍ أَنَا فِيهِمْ: "لَيَمُوتَنَّ رَجُل مِنْكمْ بفَلَاةٍ مِنَ الأرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ"، وَلَيْسَ مِنْ أولئك النَّفَرِ أَحَدٌ إِلَاّ وَقَدْ مَاتَ فِي قَرْيَةٍ وَجَمَاعَةٍ، فَأَنَا ذلِكَ الرَّجُلُ، وَالله مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذبْتُ، فَأَبْصِرِي الطَّرِيقَ. فَقُلْتُ: أَنَّى! ... وَقَدْ ذَهَبَ الْحَاجُّ (١) وَتَقَطَّعَتِ (٢) الطُّرُقُ؟!. فَقَالَ: اذْهَبِي فتبصَّرى.

قَالَتْ: فَكُنْتُ أشْتَدُّ (٣) إلَى الْكَثِيبِ أَتَبَصَّرُ ثُمَّ أَرْجِعُ فَأمَرِّضَهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ وَأنَا كَذلِكَ إذَا أنَا بِرِجَالٍ عَلَى رِحَالِهِمْ كأَنَّهُمُ الرَّخَمُ، تَخُبُّ بِهِمْ رَوَاحِلُهمْ.

قَالَتْ: فَأسْرَعُوا إِليَّ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا أَمَةَ اللهِ، مَالَك؟ قُلْتُ: امْرُؤ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَمُوتُ تُكَفِّنُونَهُ. قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قلْتُ: أَبُو ذَرٍّ، قَالُوا: صَاحِبُ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؟. قُلْت: نَعَمْ. فَفَدَوْهُ بِآبائِهِمْ


(١) في أصل (م): "الحياة" وفوقها إشارة نحو الهامش حيث كتب: "لعلها الحاج".
(٢) في (س): "انقطعت الطريق".
(٣) في (م) غير منقوطة. واشتد: عدا. قال ابن رميض العنبري: "هذا أوان الشد فاشتدي زيم".
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٣/ ١٧٩: "الشين، والدال أصل واحد يدل على قوة في الشيء، وفروعه ترجع إليه ...... ".
وجاءت في الإحسان "أسند" ومعناها: صعد. قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" ٣/ ١٠٥: "السين، والنون، والدال أصل واحد يدل على انضمام الشيء إلى الشيء ... ".
وانظر النهاية ٢/ ٤٥٢، ومشارق الأنوار ٢/ ٢٤٦، وفتح الباري ٧/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>