وقد قال كل من وقفت على كلامه من أهل اللغة: إن المراد بقوله: يبعث في ثيابه التي قبض فيها، أي: في أعماله. قال الهروي: وهذا كحديثه الآخر يبعث العبد على ما مات عليه. وقال: ليس قوله من ذهب إلى الأكفان بشيء لأن الميت إنما يكفن بعد الموت". وقال الخطابي في "معالم السنن" ١/ ٣٠١: " قلت: أما أبو سعيد فقد استعمل الحديث على ظاهره، وقد روي في تحسين الكفن أحاديث. وقد تأوله بعض العلماء على خلاف ذلك فقال: معنى الثياب: العمل، كنى بها يريد أنه يبعث على ما مات عليه من عمل صالح أو عمل سيىء. والعرب تقول: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس والبراءة من العيب، ودنس الثياب إذا كان بخلاف ذلك، واستدل في ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: يحشر الناس حفاة عراة، فدل ذلك على أن معنى الحديث ليس على الثياب التي هي الكفن. وقال بعضهم: البعث غير الحشر، فقد يجوز أن يكون البعث مع الثياب، والحشر مع العري والحفا، والله أعلم". وانظر الإحسان ٩/ ٢١١، وزاد المسير ٨/ ٤٠٠ - ٤٠١، والحديث التالي وفي فتح الباري طرق أخرى للجمع بين الحديثين أيضاً ٨/ ٦٧٩، و١١/ ٣٨١ - ٣٨٢. (١) شيخ ابن حبان ما وجدت له نرجمة فيما لدي من مصادر، وباقي رجاله ثقات، مرة هو =