للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ؟. قَالَ: حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَاللَّحْم". قَالَ: مَا وَجَدْتُ هذَا قَطُّ. قَالَ: " هَلْ وَجَدْتَ هذَا الصُّدَاعَ؟ ". قَالَ: وَمَا الصُّدَاعُ؟. قَالَ: " عِرْقٌ يَضْرِبُ عَلَى الإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ". قَالَ: مَا وَجَدْتُ هذَا قَطُّ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: " مَنْ سَرَّهُ أنْ يَنْظُرَ إلَى رَجلٍ مِنْ أهْلِ النَّار، فَلْيَنْظُرُ إلَى هذَا" (١).


(١) إسناده حسن من أجل أحمد بن عمرو فقد قلنا غير مرة: إن حديثه لا ينهض إلى مرتبة الصحيح. والحديث في الإِحسان ٤/ ٢٥١ - ٢٥٢ برقم (٢٩٠٥). وقد خرجناه في مسند أبي يعلى ١١/ ٤٣٢ - ٤٣٣ برقم (٦٥٥٦)، وذكرنا ما يشهد له. ونضيف هنا: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" برقم (٤٩٥) من طريق أحمد ابن يونس، حدثنا أبو بكر، عن أحمد بن عمرو، به. وصححه الحاكم ١/ ٣٧٤ ووافقه الذهبي.
وأم ملدم- بكسر الميم الأولى وهي زائدة-: كنية الحُمّى، وألدمت عليه الحمَّى: دامت. وانظر لاحقه.
وقال ابن حبان: "قوله: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا)، لفظة إخبار عن شيء مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء وقلة الصبر على ضده. وذلك أن الله -جل وعلا- جعل العلل في هذه الدنيا: الغموم والأحزان، سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد - صلى الله عليه وسلم - إعلام أمته أن المرء لا يكاد يتعرى عن مفارقة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه، وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو، - فكان كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه، والعلل يكفر بعضها عنه في هذه الدنيا، لا أن من عوفي في هذه الدنيا يبنون من أهل النار".

<<  <  ج: ص:  >  >>