للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: مَطْبُوبٌ. قَالَ: مَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَ: فِي أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ، وَجُفِّ طَلْعَةِ ذَكَرٍ. قَالَ: وَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ".

قَالَتْ: فَأَتَاهَا النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: "وَاللَّهِ يَا عَائِشَةُ، لَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَلَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤوسُ الشَّيَاطِينِ" قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا أَحْرَقْتَهُ؟ قَالَ: "لَا، أَمَّا أَنَا فَقَدْ عَافَانِي اللَّهُ، وَكَرِهْتُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى النَّاسِ مِنْهُ شَرًّا" فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ (١).


(١) إسناده صحيح.
وأخرجه البخاري (٣٢٦٨) و (٥٧٦٣)، ومسلم (٢١٨٩)، والنسائي في "الكبرى" (٧٥٦٩) من طريق هشام بن عروة، به.
وهو في "مسند أحمد" (٢٤٣٠٠)، و"صحيح ابن حبان" (٦٥٨٣).
قال السندي: قوله: "يخيَّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله" أي: يخيَّل إليه القُدرة على الفعل، ثم يظهر له عند الماشرة أنه غير قادر عليه، وليس المراد أنه يخيل إليه أنه فعل والحال أنه ما فعله.
مطبوب، أي: مسحور، كنَّوا بالطب عن السحر تفاؤلًا بالبرء، كما كنوا بالسليم عن اللديغ.
ومُشاطة: هي الشَّعر الذي يسقط عن الرأس واللحية عند التسريح بالمشط.
وجف طلعة ذكر: هو وعاء الطَّلع، وهو الغشاء الذي يكون فوقه.
قوله: "كأنه رؤوس الشياطين" أي: في القبح والكراهة.
وقوله: "أن أثير على الناس منه شرًا" لأنه ينتشر به الخبر، فلعل بعض الناس يعتقدون السحر مؤثرًا ولولا ذلك كيف جرى عليه ما جرى، أو يوسوس إليهم الشيطان أنه لو كان نبيًا لما عمل فيه السحر، فلا خير في انتشار مثل هذا الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>