للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٧٥٨ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْلَى، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ

عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَنْشَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِائَةَ قَافِيَةٍ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ ابْنِ أَبِي الصَّلْتِ، يَقُولُ بَيْنَ كُلِّ قَافِيَةٍ: "هِيهْ" وَقَالَ: كَادَ أَنْ يُسْلِمَ" (١).


= عما قاله من الشعر في الإسلام: قد أبدلني الله بالشعر سورة البقرة وآل عمران، ويقال: إنه ما قال في الإسلام إلا بيتا واحدًا:
ما عاتب الحر الكريمَ كنفسِهِ ... والمرءُ يُصلِحُه الجليسُ الصالح
ويقال: بل قوله:
الحمدُ لله الذي لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيتُ مِنَ الإسلامِ سِربالا
قال شعيب: قد نظم شيخنا الأديب الشيخ صالح الفرفور رحمه الله وجعل الجنة مثواه قصيدة في مدحِ الرسولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سنة ١٩٣٦ جاء فيها:
أتيتنا بكتابِ اللهِ معجزة ... أَخجَلْتَ قُسًا بإعجاز وسحبانا
ألقى لبيد عصاه وهو منذَهِلٌ ... مذ باتَ يسمعَ تنزيلًا وتبيانا
ولم تَجُد بعدُ في شِعرِ قريحته ... شتانَ شِعرٌ وآيُ الله شتانا
ذاك البيانُ الذي تبقى عجائبه ... رغمَ الأنوفِ مدى الأزمان بُرهانا
وأما أمية بن أبي الصلت، فهو أمية بن عبد الله أبي الصلت بن أبي ربيعة بن عوف الثقفي شاعر جاهلي حكيم من أهل الطائف، قدم دمشق قبل الإسلام، وقد كان قد قرأ الكتب المتقدمة من كتب الله جل وعز، ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبيا يُبعث قد أظل زمانه ويُؤَمِّل أن يكون ذلك النبي، فلما بلغه خروج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وقصتُه كفر حسدًا له، وعاش أمية حتى أدرك وقعة بدر، ورثى من قتل بها من الكفار، ومات بعد ذلك سنة تسع.
(١) حديث صحيح، عبد الله بن عبد الرحمن ليس بذاك القوي، وقد توبع.
وأخرجه مسلم (٢٢٥٥) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن، به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>