للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنما يصح في المميز. وأما من لا يميز اللذة من غيرها، فينبغي ألا يختلف فيه." (١).

[* المطلب السادس: أسباب الخلاف عند ابن بشير]

لقد سبقت الإشارة إلى أن ابن بشير ينتمي إلى مدرسة تعليل الخلاف التي ولدت وازدهرت في الغرب الإسلامي. والمتتبع للكتاب يلاحظ حرص ابن بشير على ذكر سبب الخلاف في معظم المسائل الخلافية التي أوردها في كتابه، ويعبر عن ذلك بأساليب متعددة فإما أن يقول: "وسبب الخلاف كذا" أو "الخلاف آيل إلى كذا" أو "منشأ الخلاف كذا" أو "مثار الخلاف كذا". وقد لا يصرح في بعض الأحيان بذلك وإنما يستشف من خلال كلامه.

ولعل حرص ابن بشير على ذكر سبب الخلاف؛ راجع إلى أهمية هذا الأخير في معرفة أصول الآراء الفقهية وأسسها، ومناهج العلماء في استنباط الأحكام واستثمارها من مصادرها. وهذا كله يخدم مقصده من الكتاب، الذي يهدف منه إلى تمرين المتفقة على الاجتهاد، والارتفاع به عن التقليد.

والمتأمل في أسباب الخلاف التي ذكرها ابن بشير، يرى أنها كثيرة جدًا ومتنوعة، والغالب عليها القواعد الخلافية التي وردت بصيغة الخلاف، وانبنى على الخلاف فيها خلاف في مسائل فرعية وهي؛ إما قواعد أصولية أو فقهية.

فمن القواعد الأصولية قوله: "هل تحمل أوامره على الوجوب أو على الندب" (٢) "هل يخصص العموم بالعادة أم لا؟ " (٣) "هل الأمر يقتضي الفور، أم للمكلف التراخي؟ " (٤).

- ومن القواعد الفقهية قوله: "هل كل جزء من الصلاة عبادة قائمة


(١) كتاب النكاح الثاني.
(٢) انظر ص: ٢٤٠ من هذا الكتاب.
(٣) انظر ص: ٢٤١ من هذا الكتاب.
(٤) انظر ص: ٢٦٧ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>