للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليستعين بذلك على الوصول إلى بلده، أو على (١) استدامة سفره. فإن كان فقيرًا بموضعه ولا يجد من يسلفه، فإنه لا خلاف أنه يعطى. وإن وجد من يسلفه وهو مليء بموضعه فهل يعطى؟ قولان: أحدهما: أنه لا يعطى، والثاني: أنه يعطى. وهو خلاف يرجع إلى أحد وجهين: إما إلى الشهادة بمشقة السلف (٢) وعدم مشقته، أو إلى رده إلى الفقير. لكنه ذكر صنفًا مفردًا (٣) لكونه فقيرًا في موضعه الذي هو به دون بلده، أو لا يرجع (٤) إلى ذلك لأنه لو روعي فقره لم يكن لعده (٥) صنفًا معنى.

وإن كان غنيًا بمكانه الذي هو به فهل يعطى؟ في المذهب قولان: المشهور: أنه لا يعطى إذ لا حاجة تدعوه إلى ذلك، والثاني: أنه يعطى، وهذا نظراً إلى العطاء بمجرد (٦) السفر إذ يتناوله قوله تعالى: {وَابْنَ السَّبِيلِ}.

...

فصل (هل يُعطى لآل الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الزكاة)

وهل يعطى من ذلك لآل الرسول - صلى الله عليه وسلم - في المذهب أربعة أقوال: أحدها: أنهم لا يعطون من سائر الصدقات الواجبة والتطوع. والثاني: أنهم يعطون من الجميع. والثالث: أنهم يعطون من صدقة التطوع دون الواجبة. والرابع: بالعكس فالمنع لقوله - صلى الله عليه وسلم - للحسين رضي الله عنه وقد أخذ تمرة من تمر الصدقة "أما علمت أن الصدقة لا تحل لآل محمد" (٧).


(١) في (ق) وعلى.
(٢) في (ق) التسلف.
(٣) في (ت) صنف مفرد.
(٤) في (ق) ويرجع.
(٥) في (ر) أخذه.
(٦) في (ق) المجرد.
(٧) لم أقف عليه بهذا اللفظ وقد أخرج مسلم حديثين بهذا المعنى الأول عن محمد وهو ابن زياد أنه سمع أبا هريرة يقول أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة =

<<  <  ج: ص:  >  >>