للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة:

أن الله سبحانه وتعالى أباح التيمم عند عدم الماء، وهذا واجد للماء، لأن وجود الماء لا ينافيه النسيان، وإنما ينافيه العدم، فلم يتحقق الشرط (١).

المناقشة:

نوقش من وجهين:

الوجه الأول: أن الوجود المراد بالآية هو القدرة على الاستعمال من غير مشقة، وهذا لا يوجد فيما نسيه (٢).

الوجه الثاني: أنه لا يوصف بأنه واجد له وإن كان موجودًا، كمن معه ماء وهو يخاف على نفسه العطش فإنه يجوز له التيمم وهو واجد للماء، فالناسي أبعد من الوجود لتعذر وصوله إلى استعماله (٣).

ثانيًا: من المعقول:

١ ـ أن الناسي للماء قد نسي ما لا ينسى عادة؛ لأن الماء من أعز الأشياء في السفر؛ لكونه سببًا لصيانة نفسه عن الهلاك، فكان القلب متعلقًا به، فالتحق النسيان فيه بالعدم (٤).


(١) الذخيرة (١/ ٣٦٢)، المجموع (٢/ ٢١٣)، المبدع (١/ ١٧١).
(٢) التجريد (١/ ٢٥٢). وانظر: أحكام القرآن لابن العربي (١/ ٤٤٥، ٤٤٦).
(٣) أحكام القرآن للجصاص (٤/ ١٤)، التجريد للقدوري (١/ ٢٥٢).
(٤) بدائع الصنائع (١/ ٣٢٤)، البحر الرائق (١/ ٢٧٩).

<<  <   >  >>