للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الثاني

اجتماع الأحداث وأثره في تداخلها

عند النسيان

اتفق الفقهاء على أن من اجتمع عليه حدث أكبر وأصغر وعدم الماء فإنه يكفيه أن يتيمم لهما تيممًا واحدًا متى ما نواهما (١).

واختلفوا فيما لو نوى أحدهما دون الآخر كأن يتيمم للحدث الأصغر ناسيًا حدثه الأكبر أو العكس، فهل يجزئه ذلك التيمم أم لا؟ وذلك على ثلاثة أقوال:

القول الأول: أنه يجزئه ذلك التيمم، وهو قول الحنفية، وقول للمالكية، وبه قال الشافعية (٢).

القول الثاني: أنه لا يجزئه ذلك التيمم، وهو قول الحنابلة (٣).

القول الثالث: أنه إذا نوى بتيممه الحدث الأكبر أجزأ عن الأصغر، ولو نوى الحدث الأصغر لم يجزئ عن الأكبر، وهو المشهور عند المالكية (٤).

سبب الخلاف:

يرجع سبب الاختلاف في هذه المسألة إلى اختلاف الفقهاء في مسألة: هل


(١) رد المحتار (١/ ٣٧٠)، مواهب الجليل (١/ ٥٠٦)، المجموع (٢/ ١٨٠)، المغني (١/ ٣٤٧).
(٢) بدائع الصنائع (١/ ٣٣٢)، البناية (١/ ٥٣٩)، البيان والتحصيل (١/ ٢٠٨)، الذخيرة (١/ ٣٥١)، مختصر المزني (١/ ١٤)، المجموع (٢/ ١٨٠).
(٣) المغني (١/ ٣٤٦)، الفروع (١/ ٣٠١).
(٤) المدونة (١/ ٤٨)، مواهب الجليل (١/ ٥٠٦، ٥٠٧).

<<  <   >  >>