للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: من الآثار:

ما روي عن محمد بن الحنفية (١) أنه قال: «إذا جفت الأرض فقد زكت (٢)» (٣).

وجه الدلالة:

أن أثر محمد رجاله رجال الجماعة (٤)، وهو مما لا يدرك بالقياس فله حكم الرفع (٥).

ثالثًا: من المعقول:

أن المطلوب زوال النجاسة، فإذا زالت فقد زال حكمها، ومعلوم أن الشمس تحرق النجاسة، وتفرقها الريح، وتحول عينها الأرض، وينشفها الهواء، فلا تبقى عينها بعد تأثير هذه الأشياء فيها، فتعود الأرض كما كانت قبل الإصابة (٦).

أن النجاسة قد استحالت أرضًا بذهاب أثرها؛ لأن من شأن الأرض جذب الأشياء إلى طبعها، وذهاب الأثر طهارة كاملة للصلاة والتيمم (٧).


(١) هو: محمد بن علي بن أبي طالب، أبو القاسم المعروف بابن الحنفية، أخو الحسن والحسين من الأب، أمه خولة بنت جعفر، من بني حنيفة، كان ثقة عالمًا من كبار التابعين، روى عن عثمان وعن أبيه وعن معاوية وغيرهم، توفي سنة (٨١ هـ).
انظر: الطبقات الكبرى (٥/ ٩١ ـ ١١٦)، تقريب التهذيب (ص ٤٩٧).
(٢) زكت: أي طهرت. النهاية (ص ٤٠٠).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ٥٩)، رقم (٦٢٦).
(٤) الجماعة هم: البخاري ومسلم، وأصحاب السنن، وأحمد. انظر: مقدمة بلوغ المرام (ص ٦).
(٥) انظر: إعلاء السنن للعثماني (١/ ٣٦٩ ـ ٣٧١)، ط: دار الكتب العلمية ١٤١٨ هـ.
(٦) المبسوط (١/ ٢٠٥).
(٧) بدائع الصنائع (١/ ٣٣٤)، مجموع فتاوى ابن تيمية (٢١/ ٤٨١).

<<  <   >  >>