للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ ـ أن لا يتيقن العدم بل يشك في وجوده وعدمه، فيجب عليه طلبه في حد الغوث (١)، وهو مقدار غلوة (٢)، فإن زاد على هذا فلا يلزمه الطلب ويتيمم.

٣ ـ أن يتيقن وجود الماء حواليه، فله ثلاث مراتب:

الأولى: أن يكون على مسافة ينتشر إليها النازلون للحطب والحشيش والرعي، فيجب السعي إليه ولا يجوز التيمم؛ لأنه إذا كان يسعى إليه لأشغاله الدنيوية فللعبادة أولى، وهذا فوق حد الغوث الذي يقصده عند التوهم، وقدروه بنصف فرسخ (٣).

الثانية: أن يكون بعيدًا عنه، بحيث لو سعى إليه لفاته فرض الوقت، فيتيمم ولا يسعى إليه؛ لأنه فاقد في الحال.

الثالثة: أن يكون بين المرتبتين، فيزيد على ما ينتشر إليه النازلون، ويقصر عن خروج الوقت، فالمذهب جواز التيمم، وأن علم وصوله إلى الماء في آخر الوقت.


(١) الغوث: بفتح الغين، والغواث والغواث بفتحها وضمها الاستغاثة، وحد الغوث هو: الموضع الذي لو استغاث برفقته لأغاثوه مع ما هم عليه من تشاغلهم بأحوالهم وتفاوضهم في أقوالهم. تحرير ألفاظ التنبيه للنووي (١/ ٣١٢)، ط: دار القلم ١٤٠٨ هـ، نهاية المحتاج (١/ ٢٦٧).
(٢) الغلوة: الغاية، وهي رمية سهم أبعد ما يَقدِرُ عليه، ويقال: هي قدر ثلاث مئة ذراع إلى أربع مئة، والجمع: غَلَوات. المصباح المنير (٢/ ٤٥٢).
(٣) الفرسخ: يقدر بثلاثة أميال. لسان العرب (٣/ ٨٦)، مختار الصحاح (ص ٥٥٣). وهو وحدة قياس للطول، ويعادل الفرسخ ١٥.٨٤٠ قدمًا، أو ٤.٨٢٨ كم. الموسوعة العربية العالمية (١٧/ ٣٠١).

<<  <   >  >>