للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فضل وجميل، متَّعنا الله برؤيتهم في دار كرامته آمين.

[موسوعة "مسائل الجمهور" والفوائد التي دل عليها أو يمكن أن يقدمها هذا المشروع الجديد]

إذا ثبت ووضح فيما مضى للقراء الأحبة أهمية "قول الجمهور" "ومسائل الجمهور" في الجملة، فإني أحب أن ألخص وأبين بعض الفوائد التي دلَّ عليها أو يمكن أن يقدِّمها هذا المشروع الفقهي الجديد، فأقول وبالله التوفيق.

[هذا المشروع وهذه الموسوعة]

١ - هو أول جهد علمي يجمع بين دفتيه معظم مسائل الفقه الإِسلامي التي كان لجمهور العلماء فيها قولٌ أو مذهب.

٢ - هو دعوة علمية للاستمساك بقول جمهور الفقهاء في الكثير من المسائل لما لقولهم من ارتباط وثيق بأصول الشريعة ومقاصدها وقواعد الفقه ومعالم هذا الدين.

٣ - وهو في الوقت نفسه امتثال عملي علمي لما أوصى به الأئمة الكبار من التابعين ومن بعدهم أمثال عبيدة السلماني وأبي الزناد ومالك بن أنس وغيرهم من العناية بمذاهب أكثر أهل العلم واتباع أقوال جمهورهم قدر المكنة إذا عز الدليل وعسرت الحجة (١).

٤ - يُعتبر هذا المشروع تأريخًا علميًّا لمدارس الفقه ومذاهبه في ظهورها الأول منذ عصر الصحابة والتابعين وإلى آخر عصر الأئمة المجتهدين أمثال الطبري وابن المنذر (٢).

٥ - جمع هذا المشروع معظم أمهات مسائل الفقه الإِسلامي تلك الأمهات التي على أساسها قام صرح الفقه الإِسلامي وتشريعه، وهو بذا يُعتبر أول مشروع حديث يعتني بهذه المسائل ويبرز أهميتها.

٦ - ضَمَّت هذه الموسوعة إلى جانب أصل مسائلها كثيرًا من مسائل الإجماع أو


(١) وقد قدمنا أن هذا قليل، وأن الغالب أن تكون أدلة الكتاب والسنة وآثار السلف أعني أكثرهم في جانب قول الجمهور.
(٢) ونقصد هنا المجتهدين المطلقين الذين كانت لهم مذاهب فقهية لها قواعدها وأصولها استوعبت معظم مسائل الفقه الإسلامي، أما المجتهدون دون هذه المرتبة وخاصة مجتهدي المسائل الحادثة والنوازل المستجدة: فهؤلاء لم ينقطع وجودهم ولله الحمد، ولا يصح أصلًا أن يخلو الزمان من أمثالهم؛ إذ هو من فروض الكفايات بل هو عندي من مظاهر حفظ الله تعالى لهذا الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>