للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه، فتحيّل [عليه] (١) سحنون حتى [صارت النسخة] (٢) عنده فنسخها ثم [رحل] (٣) بها إلى ابن القاسم، فقرأها عليه فرجع فيها عن مسائل، وكتب إلى أسد أن يصلح كتابه على ما في كتاب سحنون؛ فأَنِف أسد من ذلك وأباه، فبلغ ذلك ابن القاسم، فدعا عليه ألا يبارك [له] (٤) فيها -وكان مستجاب الدعوة- فأجيبت دعوته، ولم يشتغل بكتابه، فما زال الناس في قراءة "المدونة" ونفع الله بها.

[ومن أفضل] (٥) ما يستعان به على الطلب: تقوى الله العظيم؛ فإنه قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (٦)، ويجب على طالب العلم أن يخلص نيته لله في طلبه؛ فإنه لا ينفع علم لا نية لطالبه؛ لقوله عليه السلام: "إنما الأعمال بالنيات" (٧)، وقال عليه السلام: "نية المؤمن أبلغ من عمله" (٨)، وقال أيضًا: "من كانت هجرته إلى الله ورسوله" (٩) الحديث.

ويجب عليه أيضًا ألا يريد بعلمه الرياء، والسمعة، ولا غرضًا من أغراض الدنيا؛ فإن الله تعالى يقول: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي


(١) سقط من أ.
(٢) في ب: صار الكتاب.
(٣) في ب: رجع.
(٤) سقط من أ.
(٥) في ب: وأفضل.
(٦) سورة البقرة الآية (٢٨٢).
(٧) أخرجه البخاري (١).
(٨) أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (١٤٦)، (١٤٧)، والبيهقي في الشعب (٦٨٥٩).
قال العجلوني: رواه العسكري في الأمثال، والبيهقي عن أنس مرفوعًا، قال ابن دحية: لا يصح، والبيهقي: إسناده ضعيف. كشف الخفا (٢/ ٤٣٠).
(٩) تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>