للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المسألة الرابعة: اصطلاح المندوب

ومرادفاته وأقسامه ومراتبه:

[أولا-المراد بالمندوب]

[١ - المندوب في اللغة]

الندبة: أثر الجرح إذا لم يرتفع عن الجلد، والندب: أن تدعو النادبة الميت بحسن الثناء، ورجل ندب: خفيف في الحاجة، وسريع، ظريف، نجيب. والندب: أن يندب إنسان قوما إلى أمر، أو حرب أو معونة أي يدعوهم إليه فينتدبون له أي يجيبون ويسارعون. . .، وندب القوم إلى الأمر يندبهم ندبا: دعاهم وحثهم، وانتدبوا إليه: أسرعوا، وانتدب القوم من ذوات أنفسهم أيضا، دون أن يندبوا له (١).

ولعل المعنى الذي يعنينا هنا هو دعوة الآخرين واستجابتهم، وكذلك معنى الحث والمسارعة، فالمندوب هو المدعو والمسارع في الاستجابة أو هو الذي ندب نفسه لأمر دون طلب من أحد.

[٢ - المراد بالمندوب في الاصطلاح]

عرفه الأصوليين بعدة تعريفات لم تسلم من الاعتراض، ولم ترق إلى درجة التعريف الجامع المانع إلا تعريف الإمام الأمدي حيث قال: «هو المطلوب فعله شرعا من غير ذم على تركه مطلقا» (٢).

فهو إذن الفعل الذي ندبنا الشارع إليه فننال الثواب من الله عز وجل، بالاستجابة إلا أن من لم ينهض إلى فعله لا يعاقب وإن تركه تركا مطلقا.


(١) لسان العرب لابن منظور مادة ندب ٣/ ٦٠٥،٦٠٦.
(٢) الإحكام في أصول الأحكام للآمدي ١/ ١٦٣؛ وانظر: البرهان في أصول الفقه لإمام الحرمين أبي المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف، حققه الدكتور عبد العظيم الديب، الطبعة الأولى (مطابع الدوحة الحديثة) ١/ ٣١٠ فقرة ٢١٨.

<<  <   >  >>