للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن سنن الصيام:

[٩ - الفضل والجود والإكثار من فعل الخير في شهر رمضان]

ويستحب للصائم أن يكثر من فعل الخير في شهر رمضان، وذلك بأن يطعم الفقراء والمساكين، وأن يبذل الصدقات، ويعطي المحتاجين، وأن ينفق في سبل الخير ما استطاع إلى ذلك سبيلا.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ» (١).

قال ابن حجر في «فتح الباري»:

والجود في الشرع: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وهو أعم من الصدقة، وأيضًا: فرمضان موسم الخيرات؛ لأن نعم الله على عباده فيه زائدة على غيره، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يؤثر متابعة سنة الله في عباده فبمجموع ما ذكر من الوقت والمنزول به والنازل والمذاكرة حصل المزيد في الجود، والعلم عند الله تعالى (٢).

قال النووي في «شرح صحيح مسلم»:

وفي هذا الحديث فوائد، منها: بيان عظم جوده - صلى الله عليه وسلم -، ومنها: استحباب إكثار الجود في رمضان، ومنها: زيادة الجود والخير عند ملاقاة الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم، ومنها: استحباب مدارسة القرآن (٣).


(١) أخرجه البخاري (٦) وأحمد في «مسنده» (٢٦١٦)، والنسائي في ««السنن الكبرى»» (٧٩٣٩)،
(٢) فتح الباري، ابن حجر (١/ ٣١).
(٣) شرح صحيح مسلم، النووي (١٥/ ٦٩).

<<  <   >  >>