للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(جـ) «الأولى لمن غلبه الكسل، والميل للدعة والترفه، أن لا يبالغ في حشو الفراش، لأنه سبب لكثرة النوم والغفلة والشغل عن مهمات الخيرات» (١).

قلت: وقد كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم خشنًا، فعن عمر قال: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست، فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره، وإذا الحصير قد أثر في جنبه» (٢).

وعن عائشة قالت: «كانت وسادته التي ينام عليها بالليل من أَدَمٍ حَشْوُها لِيفٌ» (٣).

٢ - أن ينوي عند نومه القيام:

فعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى إلى فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل، فغلبته عينه حتى يصبح كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربِّه» (٤).

٣ - أن ينام على وضوء: وقد تقدم في «أبواب الوضوء» أن هذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

٣ - أن ينام على وضوء: وقد تقدم في «أبواب الوضوء» أن هذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

٤ - أن ينام على شقِّه الأيمن: فعن حفصة قالت: «كان صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه جعل يده اليمنى تحت خدِّه الأيمن» (٥) فالنوم على الشق الأيمن هو الفطرة كما سيأتي في حديث البراء بن عازب.

فائدة: في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجنب الأيمن سر لطيف وهو: «أن العلق معلقَّ في الجانب الأيسر، فإذا نام على شقه الأيسر، استثقل نومًا، لأنه لا يكون في دعة واستراحة، فيثقل نومه، فإذا نام على شقه الأيمن، فإنه يقلق ولا يستغرق في النوم، لقلق القلب، وطلبه مستقره وميله إليه، ولهذا استحب الأطباء النوم على الجانب الأيسر لكمال الراحة وطيب المنام، وصاحب الشرع يستحب النوم على الجانب الأيمن لئلا يثقل نومه فينام عن قيام الليل، فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب، وعلى الجانب الأيسر أنفع للبدن، والله أعلم» اهـ (٦).


(١) «فيض القدير» (٥/ ١٨٠).
(٢) صحيح: أخرجه البخاري (٢٤٦٨)، ومسلم (١٤٧٩) واللفظ له.
(٣) صحيح: أخرجه أبو داود (١٤١٤٦)، والترمذي (٢٤٦٩)، وهو في «صحيح الجامع» (٤٧١٤).
(٤) حسن: أخرجه النسائي (١٧٨٤)، وابن ماجه (١٣٤٤)، والبيهقي (٣/ ١٥).
(٥) صححه الألباني: وانظر «صحيح الجامع» (٤٥٢٣).
(٦) «زاد المعاد» لابن القيم (١/ ٣٢١، ٣٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>