للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال: «نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون -يعني آخر الليل- وكان الناس يقومون أوَّله» (١).

ثم استمر العمل على هذا حتى الآن، ولذا اتفق أهل العلم على مشروعية الجماعة في التراويح.

عدد ركعات التراويح:

قد مرَّ أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة أو ثلاثة عشرة ركعة في قيام الليل في بيته.

«وأما الليالي التي صلى فيها التراويح بأصحابه فلم يُذكر عدد الركعات فيها، ولا يصح حديث في تحديد عدد هذه الركعات» (٢).

ولذا اختلف أهل العلم في تحديد عددها على أقوال كثيرة منها:

١ - إحدى عشرة ركعة:

(أ) لأنه هو الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه.

(ب) وعن السائب بن يزيد قال: «أمر عمر بن الخطاب أُبيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، قال: وكان القارئ يقرأ بالمئتين حتى كنا نعتمد على العصيِّ من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر» (٣).

٢ - عشرون ركعة غير الوتر: وبه قال أكثر أهل العلم: الثوري وابن المبارك والشافعي وأصحاب الرأي، وهو مروي عن عمر وعلي وغيرهما من الصحابة (٤) ودليلهم:

ما جاء عن السائب بن يزيد (أيضًا) (٥): «أن عمر جمع الناس على أُبيِّ بن كعب وعلى تميم الداري على إحدى وعشرين ركعة ويقرءون بالمئين وينصرفون عند فروع الفجر» (٦).


(١) صحيح: أخرجه البخاري (٢٠١٠)، ومالك (٢٥٢) واللفظ له.
(٢) «المصابيح في صلاة التراويح» (ص: ١٤ - ١٥) للسيوطي بنحوه.
(٣) إسناده صحيح: أخرجه مالك في «الموطأ» (١/ ١١٥).
(٤) «شرح السنة» (٤/ ١٢٠)، و «البدائع» (١/ ٢٨٨)، و «المغنى» (١/ ٢٠٨)، و «المجموع» (٤/ ٣٢ - ٣٣).
(٥) ما أدري إن كان هذا الأثر والذي قبله يُعلُّ أحدهما الآخر أم يحملان على تعدد الوقائع!! على أن رواية العشرين لها شواهد.
(٦) إسناده صحيح: تقدم قريبًا في عدد ركعات قيام الليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>