للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[س٥: ما حكم رفع البصر حال الدعاء إذا كان الإنسان خارج الصلاة؟]

ج/ الراجح في ذلك أنه لا يكره ذلك, وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (١) , وقال به بعض السلف كشريح.

الرابع: من مكروهات الصلاة تغميض المصلي عينيه, قال ابن القيم رحمه الله (٢) (ولم يكن من هديه - تغميض عينيه في الصلاة ... , وقد يدل على ذلك مده يده في صلاة الكسوف ليتناول العنقود لما رأى الجنة, وكذلك رؤيته النار وصاحبة الهرة وصاحب المحجن, وكذلك حديث مدافعته البهيمة, ورده الغلام والجارية ... فهذه الأحاديث وغيرها يستفاد من مجموعها العلم بإنه لم يكن يغمض عينيه) أ. هـ.

وبناءً على هذا فالراجح أن تغميض المصلي عينيه أن ذلك مكروه إذا كان فتح العينين لا يخل بالخشوع, وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لما في قبلته من الزخرفة والتزويق, أو غيره مما يشوش عليه قلبه فهنالك لا يكره التغميض قطعاً, والقول باستحبابه في هذا الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهية.

الخامس: من مكروهات الصلاة حمل المصلي شيئاً يشغله عن صلاته, وهذا من المكروهات إذا كان يشغله في صلاته, أما إذا كان حمل هذا الشيء لا يشغله في صلاته فلا بأس بذلك, ولهذا النبي - وهو أخشع الناس حمل أمامة وهو يصلي, كما ورد ذلك في حديث أبي قتادة الأنصاري {أن رسول الله - كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله -} (٣) , ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس {فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها} (٤).

وبناءً على هذا للمرأة أن تفعل ذلك, كما لو حملت ابنها إذا قامت وإذا سجدت وضعته فلا بأس بذلك إذا كان لا يشغلها عن صلاتها.


(١) الاختيارات صـ٧٥.
(٢) زاد المعاد١/ ٢٩٣.
(٣) رواه البخاري.
(٤) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>