للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س٨٨: إذا كان الإنسان مسافراً وجمع المغرب والعشاء جمع تقديم فهل له أن يوتر بعد ذلك حتى لو لم يدخل وقت العشاء؟

ج/ نعم له أن يوتر, لأنه أن أول وقت الوتر من صلاة العشاء, وسواء صلى العشاء في وقتها أو صلاها مجموعة إلى المغرب تقديماً, فإن وقت الوتر كما تقدم يدخل من حين يصلي الإنسان العشاء, لما يروى عن النبي - أنه قال {إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم, وصلاة الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر (١)} , والسنة الصحيحة تشهد له كما ورد في حديث عائشة رضي الله عنها قالت {كان رسول الله - يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء " وهي التي يدعوا الناس العتمة " إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة} (٢) , ولأن صلاة الوتر تختم بها صلاة الليل, وإذا انتهت صلاة العشاء فقد انتهت صلاة الليل المفروضة ولم يبق إلا صلاة التطوع, وبناءً على هذا يقال للإنسان أن الوتر من بعد صلاة العشاء مباشرة ولو كانت مجموعة إلى المغرب تقديماً.

[س٨٩: هل الأفضل تقديم الوتر أول الليل أم السنة تأخيره؟]

ج/ الأفضل أول الليل لمن لا يثق من نفسه القيام آخره, ومن تلاعب الشيطان ببعض الناس أنه يقول له ستقوم ثم يترك الوتر وهو يعلم من نفسه عدم القيام, إما لتعب أو لعدم اعتياد ذلك, فهذا الأفضل في حقه والسنة في حقه أن يوتر قبل أن ينام, أما من وثق من نفسه القيام, وكان هذا له عادة فالأفضل تأخيره, ودليل ذلك حديث جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - أن النبي قال {من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر من أوله, ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل} (٣).


(١) تقدم تخريجه صـ٦٨, وفي إرواء الغليل: صحيح دون قوله (هي خير لكم من حمر النعم)
(٢) رواه مسلم.
(٣) رواه مسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>