للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول كذلك {اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك, وبعفوك من عقوبتك, وبك منك لا نحصي ثناءً عليك, أنت كما أثنيت على نفسك} (١) , {اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد} (٢) , ولا بأس من الزيادة على ذلك, لأن المقام مقام دعاء, وكذلك لو فرض أن الإنسان لا يستطيع أن يدعو بهذا الدعاء لعدم حفظه إياه فله أن يدعو بما شاء مراعياً في ذلك آداب الدعاء.

٢ - أن يكون القنوت في الوتر " أي في الفرائض " بسبب نازلة كما تقدم مشروعية ذلك عند وجود النازلة, فهذا لا يدعو بدعاء القنوت الذي علمه الرسول - الحسن, ولا يدعو بقوله {اللهم أهدنا فيمن هديت ...} , بل يقنت بدعاء مناسب للنازلة التي نزلت, فلم يرد عن النبي - أبداً لا في حديث صحيح ولا ضعيف أنه يدعو بمثل هذه الأدعية في قنوت النوازل, إنما كان يدعو بالدعاء المناسب لتلك النازلة, فمرة {دعا - لقوم من المستضعفين أن ينجيهم الله, فقام حتى قدموا (٣)} حيث قدموا في صبيحة يوم العيد, فيكون مدة قنوته لهم خمسة عشر يوماً.

{وقنت على قوم دعا عليهم على رعل وذكوان وعصيّة شهراً كاملاً} (٤) , فقيل إنهم قدموا مسلمين تائبين فأمسك, ودعا على قوم معينين باللعنة فقال (اللهم العن فلاناً وفلاناً حتى نزل قوله تعالى {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ} (٥) (٦) , فأمسك فصار دعاء النبي - بالقنوت دعاءً مناسباً وعلى قدر الحاجة ولم يستمر.

س٩٧: إذا انتهى من الدعاء في القنوت وكذا في الدعاء خارج الصلاة هل يمسح وجهه بيده أم لا؟


(١) رواه الخمسة من حديث علي رضي الله عنه حتى قوله " كما أثنيت على نفسك ".
(٢) لحديث الحسن السابق, ولما روى الترمذي عن عمر " الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك ".
(٣) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٤) كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه السابق.
(٥) (آل عمران: من الآية١٢٨)
(٦) كما في حديث أبي هريرة السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>