للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما بين المصنف رحمه الله حكم صلاة الجماعة وما تفرع عنها من مسائل مما سبق ذكره, ذكر أحكام الإمامة من الذي يصلح أن يكون إماماً؟ ومن أحق بالإمامة فهذا هو المراد بهذا الفصل.

[س٥٩: من أولى الناس بالإمامة؟]

ج/ أحق الناس بالإمامة على الترتيب على القول الراجح ما يلي:

١) أولى الناس بالإمامة الأقرأ: العالم بفقه صلاته ويدل لذلك حديث أبي مسعود ألبدري - رضي الله عنه - أن النبي - قال {يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ... (١)}.

مسألة:

ومن المراد بالأقرأ هل هو الأحسن صوتاً أم الأكثر حفظاً؟

في المسألة خلاف والراجح أن المراد بالأقرأ هو الأكثر حفظاً لحديث عمرو بن سلمه أن النبي - قال {إذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم أكثركم قرآناً (٢)} , وقوله {العالم فقه صلاته} أي الذي يعلم فقه الصلاة, بحيث لو طرأ عليه عارض في صلاته من سهو أو غيره تمكن من تطبيقه على الأحكام الشرعية, وبناء على هذا فلو اجتمع شخصان أحدهما أجود قراءة والثاني قارئ دونه في الإجادة ولكنه أعلم من الأول بفقه أحكام الصلاة, أي فيما يتعلق بالصلاة, دون المعاملات أو الأنكحة , أو المواريث ونحو ذلك فلا شك أن الثاني أقوى في الصلاة من الأول لأنه أقوى, في أداء العمل لأن ذلك الأقرأ ربما يسرع في الركوع أو في القيام بعد الركوع وربما يطرأ عليه سهو ولا يدري كيف يتصرف والعالم فقه صلاته يدرك هذا كله.

٢) الأفقه: هذه هي المرتبة الثانية فيقدم بعد الأقرأ: العالم فقه صلاته كشروطها وأركانها وواجباتها ومبطلاتها ونحو ذلك لحديث أبي مسعود ألبدري مرفوعاً {يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ..} وتقدم أنه إذا اجتمع


(١) رواه مسلم.
(٢) رواه البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>