للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س٩١: إذا جاء المصلي ولم يجد فُرجة في الصف هل يقال له أن يجذب شخصاً من الصف, أولى من صلاته منفرداً خلف الصف؟

ج/ يقال: الراجح أنه يصلي منفرداً خلف الإمام أو الصف إذا تعذرت المصافة أو الدخول في الصف ولا يجذب أحداً لأن جذب شخص من الصف يستلزم محاذير هي:

١ - التشويش على الرجل المجذوب.

٢ - فتح فرجة في الصف, وهذا قطع للصف ويخشى أن يكون هذا من باب قطع الصف الذي قال فيه الرسول - {من قطع صفاً قطعه الله} (١).

٣ - أن فيه جناية على المجذوب بنقله من المكان الفاضل إلى المكان المفضول.

٤ - أن فيه جناية على كل الصف, لأن جميع الصف سوف يتحرك لانفتاح الفرجة من أجل سدها (٢)(٣).

س٩٢: هنا يرد سؤال آخر أيضا, ألا يقال لهذا المنفرد أنه يصلي إلى جنب الإمام بدل أن يصلي منفرداً؟

ج/ لا يقال بذلك لأن هذا يتضمن ثلاثة محاذير:

١) تخطي الرقاب, فإذا قدرنا أن المسجد فيه عشرة صفوف, فجاء الإنسان في آخر الصف ولم يجد مكاناً وقلنا أذهب إلى صف الإمام فسوف يتخطى عشرة صفوف.

٢) إذا وقف إلى جنب الإمام فإنه يكون خالف السنة في انفراد الإمام في مكانه, لأن الإمام موقعه التقدم على المأموم فإذا شاركه أحد في هذا الموضع زالت الخصوصية.

٣) أننا إذا قلنا تقدم إلى جنب الإمام ثم جاء آخر وقلنا له تقدم إلى جنب الإمام وهكذا الثالث والرابع حتى يكون عند الإمام صف كامل, لكن لو وقف هذا خلف الصف لكان الداخل الثاني يصف إلى جنبه فيكونان صفاً بلا محذور (٤).


(١) رواه أبو داود وغيره وهو صحيح.
(٢) وقد أنكر الإمام مالك رحمه الله جر الرجل, وهو اختيار شيخ الإسلام. أنظر بديع الفؤائد ٣/ ٨٧, أعلام الموقعين٢/ ٢٢.
(٣) الممتع٤/ ٣٨٣.
(٤) الممتع٤/ ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>