للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا صلى الإنسان قاعداً لعدم استطاعته القيام, فإنه إذا جاء إلى ركن السجود فإنه يضع ما يستطيعه من أعضاء السجود على الأرض, فمثلاً يلاحظ على بعض الناس أنه إذا لم يستطع أن يسجد سجوداً تاماً فإنه يومئ أيماءَ, وهذا صحيح, لكن الخطأ أن بعض الناس في هذه الحالة يضع يديه على ركبتيه مع إمكانه وضعهما على الأرض.

ومن الخطأ ما يفعله بعض الناس أنه إذا لم يستطع أن يسجد سجوداً تاماً أنه يضع شيئاً مرتفعاً ثم يسجد عليه, وهذا لا يصح, فإن استطاع أن يسجد سجوداً تاماً وإلا يومئ إيماءَ.

س١٢٦: إذا لم يستطع أن يصلي قائماَ ولا قاعداً فكيف يصنع؟

ج/ يصلي على جنبه, لحديث عمران بن حصين المتقدم (١) , ولم يبين في الحديث على أي الجنبين يكون, وبناء على هذا فالأفضل أن يختار الأيسر له, فإن كان الأيسر للمريض أن يكون على جنبه الأيمن فهذا أفضل, وإن كان العكس فهو أفضل كذلك, لأن المقام مقام رخصة وتسهيل, لكن إن تساوى الجنبان فالجنب الأيمن أفضل, لأن ذلك داخل في عموم حديث عائشة رضي الله عنها {كان النبي - يعجبه التيمن في تنعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله (٢)} , ويكون في هذه الحالة وجهه إلى القبلة, وإذا لم يستطع المريض أن يتوجه إلى القبلة, وليس هناك أحد يوجهه, أو كانت الحركة تضره صلى على أي جهة توجه.

س١٢٧: هل يصح أن يصلي مستلقياً على ظهره ورجلاه إلى القبلة مع قدرته الصلاة على جنبه؟

ج /الراجح أنه لا يصح ذلك مع القدرة على الجنب, لأن النبي - قال لعمران بن الحصين {فإن لم تستطع فعلى جنب} , وهذه هيئة منصوص عليها من قبل الشرع, وتمتاز عن الاستلقاء بأنه وجه المريض إلى القبلة, أما الاستلقاء فوجه المريض إلى


(١) ينظر ص ٨٧.
(٢) رواه البخاري ومسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>