للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصحيحين، وهو عشر كلمات كما سلف.

واختار مالك تشهد عمر في "الموطأ" (١) وهو: "التحيات لله، الزاكيات لله الطيبات الصلوات لله، السلام عليك" إلى آخره، لأنه

علمه الناس على المنبر بحضرة الصحابة ولم ينكره أحد، فكان كالإِجماع، إلَّا أنه [يترجح] (٢) عليه تشهد ابن عباس، وابن مسعود

من جهة أن رفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصرَّح به، ورفع تشهد عمر بطريق استدلالي، كذا قاله الشيخ تقي الدين (٣)، وظاهره أن تشهد عمر لم يرد مصرحًا برفعه، وقد ورد لكنه وهم، كما قاله الدارقطني في علله (٤)، [والصواب] (٥) وقفه عليه.

وينبغي أن يعلم بعد أن يتقرر عندك أن الاختلاف إنما هو في الأفضل والمختار منها لا في الجواز، فإنه إجماع أن أشدها صحة باتفاق الحفاظ حديث ابن مسعود، فإن الأئمة الستة اتفقوا على إخراجه في كتبهم بخلاف تشهد ابن عباس فإنه معدود من أفراد مسلم، وأخرجه أصحاب السنن الأربعة أيضًا، قال الترمذي (٦) في "جامعه": وحديث ابن مسعود رُوي عنه من غير وجه، وهو أصح

حديث روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل


(١) موطأ مالك (٩٠، ٩١).
(٢) في ن ب (ترجح).
(٣) إحكام الأحكام (٣/ ٨).
(٤) (٢/ ٨٢، ٨٣).
(٥) في الأصل (والصلوات)، وما أثبت من ن ب د.
(٦) الترمذي (٢/ ٨٢)، طبعة شاكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>