للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثها: أنه [رفع] (١) من مقداره الوقت الذي أُنزل فيه بسبب كونه ظرفاً لنزوله.

الوجه الثالث: أجمع من يعتد به من العلماء على دوام ليلة القدر ووجودها إلى آخر الدهر وشذ قوم فقالوا: كانت خاصة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم رفعت. وعزاه الفاكهي إلى أبي حنيفة، وهو غريب، وإنما هو معزى إلى الروافض واستدلوا بقوله -عليه الصلاة والسلام- حين تلاحى الرجلان "فرفعت" وهو غلط، فإن آخر الحديث يرد عليهم فإنه قال -عليه الصلاة والسلام- بعد قوله: "فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم التمسوها في السبع والتسع والخمس" (٢) كذا هو في أوائل صحيح


(١) في ن ب (أرفع)، وفي المرجع السابق (الرفع من المقداد).
(٢) قال ابن كثير -رحمنا الله وإياه- في تفسيره (٤/ ٥٦٤): بعد سياقه لهذا الحديث: وفيه أنها تكون باقية إلى يوم القيامة في كل سنة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا كما زعمه بعض طوائف الشيعة من رفعها بالكلية على ما فهموه من الحديث الذي سنورده بعد من قوله -عليه السلام-: "فرفعت وعسى أن يكون خيراً لكم" لأن المراد رفع علم وقتها عيناً. اهـ، المقصود منه.
وقال ابن عبد البر -رحمنا الله وإياه- في التمهيد (٢/ ٢٠٠): في حديث مالك "فرفعت" وليس في هذا "فرفعت"، وهي لفظة محفوظة عند الحفاظ في حديث حميد هذا، والله أعلم بمعنى ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله ذلك، والأظهر من معانيه أنه رفع علم تلك الليلة عنه فأنسيها بعد أن كان علمها ولم ترفع رفعاً لا تعود بعده، لأن في حديث أبي ذر أنها في كل رمضان، وأنها إلى يوم القيامة، ويدل على ذلك من هذا الحديث قوله: "فالتمسوها" إلا أنه يحتمل أن يكون معنى قوله "فالتمسوها" في سائر =

<<  <  ج: ص:  >  >>