للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأولى: قوله "حدثني صاحب هذه الدار وأشار بيده إلى دار عبد الله بن مسعود" فيه أن الإِشارة يكتفي بها عن التصريح بالاسم،

وينزل منزلته إذا كانت معينة للمشار إليه مميزة له عن غيره، وربما كان ذلك أوقع وأبلغ في التفهيم من التصريح بالاسم، لأنه يصير بحيث يوضع اليد عليه، والاسم العلم ربما تطرق إليه الاشتراك، ولهذا والله أعلم ذهب بعض النحويين إلى أن اسم الإِشارة أعرف من العلم وإن كان الأرجح خلافه.

الثانية: هذا السؤال عن طلب الأفضل لتشتد المحافظة عليه، فإن العبد مأمور بتزيل الأشياء منازلها؛ فيقدم الأفضل على الفاضل

طلبًا للدرجة العليا.

الثالثة: العمل يطلق على عمل القلب والجوارح كما قدمناه في أول الكتاب [في] (١) حديث: "إنما الأعمال بالنيات".

والمراد: هنا عمل [القلب] (٢) والجوارح حيث وقع الجواب بالصلاة على وقتها، وتكون النية مطلوبة فيه باللازم لا بمراد الحديث، وفي أعمال القلوب فاضل وأفضل: كالإِيمان وهو ثابت في الأحاديث الصحيحة، منها حديث أبي هريرة [أنه سئل - عليه الصلاة والسلام -] (٣) أي الأعمال أفضل؟ قال: [إيمان] (٤) بالله


(١) في الأصل ون د (من)، وما أثبت من ب.
(٢) في الأصل ون د (البدن)، وما أثبت من ن ب.
(٣) في ن ب (أنه عليه الصلاة والسلام سئل).
(٤) في الأصل (إيمانًا)، وما أثبت من ن ب ومسلم. انظر: النووي (٢/ ٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>