للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعًا: أن هذا الحديث محمول على الكراهة، وليس على التّحريم؛ قال الخطابي: (أخذ المؤذن الأجرة على أذانه مكروه في مذاهب أكثر العلماء ...) (١).

وقال أبو عيسى التّرمذيّ (٢) بعد إخراجه للحديث: (والعمل على هذا عند أهل العلم كرهوا أن يأخذ المؤذن على الأذان أجرًا، واستحبوا للمؤذن أن يحتسب في أذانه) (٣).

ب - أدلتهم من أقوال الصّحابة:

الدّليل الأوّل:

عن يحيى البكاء (٤)، قال: قال رجل لابن عمر: إنِّي لأحبك في الله؛ فقال ابن عمر: لكني أبغضك في الله، قال: ولمَ؟ قال: إنك تتغنى في أذانك، وتأخذ عليه


(١) معالم السنن للخطابي: ١/ ٢٨٥. قلتُ: ويؤيده قول الصنعاني السابق.
(٢) هو: محمّد بن عيسى بن سَورة بن موسى بن الضحاك، وقيل: ابن سورة بن السكن، أبو عيسى التّرمذيّ، أحد الأئمة، وصاحب السنن المعروفة، ولد عام ٢٠٩ هـ، وقد أضر في كبره، إمام حافظ ثقة، من مؤلفاته: الجامع التصحيح المعروف بسنن التّرمذيّ أحد الكتب الستة المشهورة، وكتاب العلل، توفي سنة ٢٨٩ هـ: (سير أعلام النُّبَلاء للذهبي: ١٣/ ٢٧٠، تهذيب التهذيب لابن حجر:٩/ ٣٨٧.
(٣) سنن التّرمذيّ، تحقيق أحمد شاكر: ١/ ٤١٠.
(٤) هو يحيى بن مسلم، ويقال: ابن سُليم، وهو ابن أبي خليد البصري، المعروف بيحيى البكاء، مولى القاسم بن الفضل الحداني.
روى عن ابن عمر، وابن المسيَّب، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وغيرهم، وروى عنه الثّوريّ، وابن لهيعة، وأبو جعفر الرازي، وغيرهم كثير. ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والنسائي؛ قال الحافظ ابن حجر: ضعيف من الرّابعة، مات سنة ١٣٠ هـ. (تهذيب الكمال للمزي: ٣١/ ٥٣٣ - ٥٣٦، تهذيب التهذيب لابن حجر: ١١/ ٢٧٨ - ٢٧٩، تقريب التهذيب لابن حجر: ص ١٠٦٦ - ١٠٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>