للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستدل الجمهور على ما ذهبوا إليه بما يأتي:

أوَّلًا: قالوا في تعليل ذلك: إنّه فرض لم يتمكن منه إلى الموت فسقط، حكمه كالحج (١).

قال ابن قدامة: "ولنا: أنّه حق لله تعالى، وجب بالشرع، مات من يجب عليه قبل إمكان فعله، فسقط إلى غير بدل كالحج (٢).

ثانيًا: قالوا: إنَّ وقت أداء الصوم في حقه عدة من أيّام أخر بالنص، ولم يدركه؛ فلا يجب عليه شيء (٣).

ثالثًا: أن المرض لما كان عذرًا في إسقاط أداء الصوم في وقته لدفع الحرج، فلأن يكون عذرًا في إسقاط القضاء أولى (٤).

خالف أبو الخطّاب من الحنابلة فيما يتعلّق بالصوم عنه في هذه الحالة، فقال: "يحتمل أن يجب الصوم عنه، أو التكفير" (٥).

وخالف في الإطعام طاووس (٦)، وقتادة (٧)، وشيخ الإسلام ابن تيمية؛ فقالوا: يجب الإطعام عنه، وعللوا ما ذهبوا إليه بما يأتي:


(١) المهذب للشيرازي: ١/ ١٨٧، المغنى لابن قدامة: ٤/ ٣٩٨.
(٢) المغني: ٤/ ٣٩٨.
(٣) المبسوط للسرخسي: ٣/ ٨٩ - ٩٠.
(٤) المبسوط للسرخسي: ٣/ ٨٩ - ٩٠.
(٥) الفروع لابن مفلح: ٣/ ٩٣، الإنصاف للمرداوي: ٣/ ٣٣٤.
(٦) هو طاووس بن كيسان الهمداني اليمني، يكنى بأبي عبد الرّحمن، الحميري، مولاهم الفارسي، قيل: اسمه ذكوان، وطاووس لقبه، ثقة فقيه فاضل، سمع من ابن عبّاس، وأبي هريرة، وعائشة - رضي الله عنهم -، توفي بمكة حاجًا سنة ١٠٦هـ على الصحيح. (الطبقات الكبرى لابن سعد: ٦/ ٦٦ - ٧٠، تهذيب التهذيب لابن حجر: ٥/ ٨ - ١٠).
(٧) هو قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي، أبو الخطّاب البصري، ثقة مأمون حجة في الحديث، روى عن أنس بن مالك، وأبي الطفيل، وغيرهما، توفي بواسط في الطّاعون سنة ١١٧ هـ، أو سنة ١١٨ هـ على خلاف في ذلك. (الطبقات لابن سعد: ٧/ ١٧١، تهذيب التهذيب لابن حجر: ٨/ ٣٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>