للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى جعل الإيمان سببًا لانتفاع صاحبه بدعاء إخوانه من المؤمنين وسعيهم فإذا أتى به فقد سعى في السبب الّذي يوصل إليه ذلك (١).

رابعًا: قالوا: إنَّ الآية مخصوصة بما سلّمه أصحاب هذا القول، من جواز فعل الواجبات والصدقة والدعاء والاستغفار ووصول ثوابها إلى الميِّت، وما اختلف فيه، وهو قراءة القرآن في معنى ما اتفق عليه، فيقاس عليه (٢).

ب - الأدلة من السُّنَّة:

الدّليل الأوّل:

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -:

(إذا مات الإنسان انقطع عمله، إِلَّا من ثلاثة: إِلَّا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولدٍ صالح يدعو له) (٣).

[وجه الاستدلال]

حيث أخبر النّبيّ - صلّى الله عليه وسلم - في هذا الحديث، أن عمل الإنسان ينقطع بموته إِلَّا ما كان هو سببًا فيه حال حياته، وهي الأمور المذكورة في الحديث، فإنها تصله، وليس منها قراءة غيره للقرآن وإهداء ثواب ذلك له.

[مناقشة الاستدلال]

أوَّلًا: قال ابن أبي العز (٤): "وأمّا استدلالهم بقوله - صلّى الله عليه وسلم -: (إذا مات ...) فاستدلال ساقط؛ فإنّه لم يقل: انقطاع انتفاعه، وإنّما أخبرعن انقطاع عمله وأمّا عمل غيره


(١) شرح العقيدة الطحاولة لابر أبي العز، ص: ٤٥٥، تحقيق: الألباني.
(٢) المغني لابن قدامة ٣/ ٥٢٢.
(٣) سبق تخريجه، انظر: مسألة الصّلاة عن الغير.
(٤) هو الإمام: علي بن علي بن محمّد بن محمّد بن عز الدِّين أبي العز صالح بن أبي العز الدمشقي الصالحي الحنفي، صدر الدِّين، أبو الحسن المعروف بابن أبي العز، ولد سنة ٧٣١ هـ، ولي قضاء دمشق ثمّ قضاء مصر، من مؤلفاته: شرح العقيدة الطحاوية، حيث سار فيها على منهج أهل السُّنَّة وأكثر فيها من النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير، كانت وفاته بدمشق سنة ٧٩٢ هـ انظر: الدرر الكامنة لابن حجر ٣/ ٨٧، شذارات الذهب لابن العماد ٨/ ٥٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>