للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مناقشة الاستدلال]

يمكن مناقشة هذه الأدلة بأنّه لا يسلم أن بيع المصاحف لا يجوز حيث تقدّم أن الراجح هو جواز بيعها وشرائها بلا كراهة (١)، وعليه فلا يصح الاستدلال بتلك الأدلة على المنع من إجارة المصحف.

٢ - استدلوا كذلك ببعض الأدلة الأخرى ومنها:

الدّليل الأوّل:

قالوا: إنَّ في عدم إجارة المصحف إجلالًا لكلام الله تعالى وكتابه عن المعارضة به وابتذاله بالأجرة في الإجارة (٢).

[مناقشة الاستدلال]

يمكن مناقشة هذا الدّليل: بأنّه لا يسلم أن في إجارة المصحف ابتذال لكتاب الله تعالى، أو عدم إجلال له؛ لأنَّ الإجارة ليست واقعة على كلام الله تعالى إنّما الإجارة واقعة على الورق، وما بذل من جهد وعمل، ثمّ إنَّ الإجارة ليس فيها في -حدّ ذاتها- ابتذال، بل هي أمر شرعه الله تعالى لمصالح عظيمة.

الدّليل الثّاني:

قالوا: إنّه ليس في إجارة المصحف أكثر من النظر إلى المصحف، ولا تجوز الإجارة لمثل ذلك، بدليل أنّه لا يجوز أن يستأجر سقفًا لينظر إلى عمله وتصاويره، أو شمعًا ليتجمل به (٣).


(١) راجع ص ٥٤٨.
(٢) المغني لابن قدامة ٨/ ١٣٨.
(٣) الاختيار لتعليل المختار للموصلّي ٢/ ٦٠، المغني لابن قدامة ٨/ ١٣٤، ١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>