للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أطال أبو شامة في الاستدلال على ما ذهب إليه في كتابه (المحقق من علم الأصول فيما يتعلق بأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم -).

ويلاحظ أن تعريف التأسي عند القائلين بالوجوب غير تعريفه عند القائلين بالاستحباب، ولذا كان بيان تعريف التأسي عند كل قول مع الكلام عن حكمه.

وفيما يلي بيان تعريف التأسي وحكمه وما استدل به على ذلك عند كل فريق.

[الاتجاه الأول في تعريف التأسي]

عرف فخر الدين الرازي التأسي بأنه:

"مطابقة فعل المتأسى به على الوجه الذي وقع فعله عليه" (١).

وقد صرح الآمدي (٢) أن التأسي يكون بالفعل والترك:

فالتأسي في الفعل هو: أن يفعل أحد الشخصين مثل فعل الآخر على وجهه لأجل فعله.

والتأسي في الترك هو: ترك أحد الشخصين مثل ما ترك الآخر من الأفعال على وجهه وصفته من أجل أنه ترك.


= عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، المعروف بأبي شامة، تحقيق: أحمد الكويتي، مؤسسة قرطبة، ط. الثانية (١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م).
(١) المحصول للرازي (٣/ ٢٥٣).
(٢) الإحكام في أصول الأحكام (١/ ٢٤٨).