للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من لا خبرة له ولا علم فيغتر ويتكل، وأخبر به - صلى الله عليه وسلم - على وجه الخصوص من أَمِنَ عليه الاغترار والاتكال من أهل المعرفة، فإنه أخبر به معاذًا، فسلك معاذ هذا المسلك، فأخبر به من الخاصة من رآه أهلًا لذلك" (١).

ومن قبيل هذا أيضًا: ما ورد من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما" (٢).

و- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك استخراج ما سُحِر به كراهية أن يثور على الناس شرًا:

ففي الصحيحين من حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: سحر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من بني زُريق يقال: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخيل


= الكردي الشهرزوري الشافعي صاحب كتاب (علوم الحديث)، ولد سنة (٥٧٧ هـ)، وكان إمامًا متبحرًا في الأصول والفروع، توفي سنة (٦٤٣ هـ).
[تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٣٠)، وفيات الأعيان (٣/ ٢٤٣ / ٤١١)].
(١) شرح صحيح مسلم (١/ ١٨٦).
(٢) رواه الترمذي (٥/ ٥٧٠ / ٣٦٦٥) كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر، وابن ماجه (١/ ٣٦ / ٩٥) المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورواه الترمذي (٥/ ٥٧٠ / ٣٦٦٤) كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر من حديث أنس - رضي الله عنه -، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، والحديث عند ابن ماجه أيضًا من حديث أبي جحفة - رضي الله عنه - (١/ ٣٨ / ١٠٠) المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والحديث صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (٢/ ٤٦٧ / ٨٢٤).