للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن قدامة: "وإنما اختص الامتناع بالإمام؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما امتنع من الصلاة على الغالّ قال: "صلوا على صاحبكم" (١).

قال ابن عبد البر (٢): "وأما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة عليه وأمر غيره بالصلاة عليه؛ لأنه كان لا يصلي على من ظهرت منه كبيرة، ليرتدع الناس عن المعاصي وارتكاب الكبائر" (٣).

ولأجل هذا الحديث ذهب مالك وغيره إلى أن الإمام يجتنب الصلاة على مقتولي في حد، وأن أهل الفضل لا يصلون على الفساق زجرًا لهم (٤).

ب - ما ورد من حديث عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: قدمت على أهلي ليلًا وقد تشققت يداي فخلقوني بزعفران، فغدوت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فسلمت عليه، فلم يرد علي ولم يرحب بي، وقال: "اذهب فاغسل هذا عنك"، فذهبت فغسلته، ثم جئت وقد بقي علي منه رَدع، فسلمت فلم يرد علي ولم


= مكتبة المعارف - الرياض.
(١) المصدر السابق.
(٢) هو: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي، القرطبي المالكي، حافظ المغرب، ولد سنة ٣٦٨ هـ، توفي سنة ٤٦٣ هـ، له العديد من التصانيف الفائقة منها "التمهيد" و"الاستذكار" في شرح الموطأ، و"الاستيعاب في تراجم الأصحاب".
[سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٢٤)، الديباج المذهب (ص ٤٤٠/ ٦٢٦)، وفيات الأعيان (٧/ ٦٦ / ٨٣٧)].
(٣) الاستذكار (١٤/ ١٩٥).
(٤) شرح صحيح مسلم (٧/ ٥١).