للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرحب بي وقال: "اذهب فاغسل هذا عنك"، فذهبت فغسلته، ثم جئت

فسلمت عليه، فرد علي ورحب بي وقال: "إن الملائكة لا تحضر جنازة

الكافر بخير ولا المتضمخ بزعفران ولا الجنب" (١).

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - ترك رد السلام عليه ولم يرحب به إنكارًا لفعله، وقد فهم ذلك منه عمار - رضي الله عنه -، ففي رواية: قلت - أي ابن جريج - وهم حرم؟ قال: لا، القوم مقيمون.

قال العظيم آبادي (٢): "والمعنى أن ابن جريج فهم أن إعراضه - صلى الله عليه وسلم - عن عمار لأجل استعمال الخلوق، لعل عمارًا ومن كان معه كان محرمًا، فلذا زجره النبي - صلى الله عليه وسلم - فأجابه عمر بن عطاء بأن الزجر عن استعمال الخلوق ليس لأجل الإحرام بل القوم كانوا مقيمين" (٣).

ج - ما ورد من حديث النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - أن أباه أتى إلى رسول الله


(١) رواه أبو داود (٤/ ٧٧ / ٤١٧٦) كتاب الترجل، باب في الخلوق للرجال، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (٢/ ٥٣٩ / ٤١٧٦)، والردع: لطخ من بقية لون الزعفران [عون المعبود (٧/ ٢٦٠)].
(٢) هو: محمد بن علي بن مقصود علي الصديقي، العظيم آبادي، أبو الطيب، شمس الحق، عالم بالحديث من أهل "عظيم آباد" في الهند، من كتبه "عون المعبود في شرح سنن أبي داوود" و "غاية المقصود" وهو شرح مطول لسنن أبي داوود، ولم يكمله، ولد سنة ١٢٧٣ هـ، وتوفي سنة ١٣٢٩ هـ.
[الأعلام للزركلي (٦/ ٣٠١)].
(٣) عون المعبود شرح سنن أبي داود (٧/ ٢٦١) لأبي الطيب العظيم آبادي، تحقيق: عصام الصبابطي، ط. (١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م)، دار الحديث - القاهرة.