للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن محل الخلاف في التعارض مبني على القول بأن الفعل يدل على الوجوب، أما على القول بأنه يدل على الاستحباب فلا وجه لوقوع التعارض حينئذ، وإذا كان الترك لن يدل على الوجوب، فلن يقع إذن التعارض بينه وبين الفعل من كل وجه، فيصح هنا القول بعدم إمكان وقوع التعارض بين الفعل والترك، إذ يحمل الفعل على حالة والترك على حالة أخرى، أما إذا دل الدليل على وجوب الفعل أو وجوب التكرار: فالذي أراه هنا أنه يكون كالقول: أي يكون الترك صارفًا للفعل عن الوجوب.

[مثال للتعارض بين الفعل والترك]

ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالنجم فسجد فيها، وورد أنه لم يسجد، وفيما يلي بيان ذلك:

[فمما ورد فيه أنه سجد]

- ما ورد عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ القرآن فيقرأ سورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه حتى ما يجد بعضنا موضعًا لمكان جبهته (١).

- ما ورد عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قرأ "والنجم" فسجد فيها وسجد من كان معه (٢).


(١) رواه البخاري (٢/ ٦٤٧ / ١٠٧٥) كتاب سجود القرآن، باب من سجد لسجود القارئ، ومسلم (١/ ٤٠٥ / ٥٧٥) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة.
(٢) رواه البخاري (٢/ ٦٤٣ - ٦٤٤/ ١٠٧٠) كتاب سجود القرآن، باب سجدة النجم، ومسلم (١/ ٤٠٥ / ٥٧٦) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب سجود التلاوة.