للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسجد فقط، ومن المحتمل أنه إلى شيء كان فوق ظهره" (١).

أما الآن بعد انتشار مكبرات الصوت لم تعد هناك حاجة ماسة إلى المآذن حيث لم يعد المؤذن يصعد فوقها واستغنى عنها الناس.

ولأجل ذلك ذهب بعض المعاصرين إلى أن بناء المآذن بدعة لأمور:

- أنها لم تكن موجودة على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -.

- أنها لم يعد لها فائدة الآن لوجود مكبرات الصوت.

- أنها صارت بابًا للسَّرَف والمخيلة وذلك لما ينفق فيها من أموال.

ويلاحظ أن بناء المآذن وسيلة للعبادة - وهي وسيلة مباحة في الأصل - إذ هي وسيلة لإبلاع الأذان، ولا يقصد بها التعبد، وهي من الأفعال التي لا يقصد بها التقرب بذاتها، بل لابد لها من النية، ووجود مكبرات الصوت الآن لا يجعل المآذن بلا قيمة، ذلك أنه قد ينقطع التيار فلا يصل الأذان عبر مكبرات الصوت، بل مع ارتفاع المباني في هذه الأيام صارت مكبرات الصوت لابد لها من أن توضع على مكان مرتفع، كما أن المسافر قد يهتدي إلى موضع المسجد عن طريق المآذن.

وإذا كانت وسائل العبادات مباحة في الأصل، ولا يحكم ببدعيتها إلا إذا قصد بها التقرب فإن الأقرب هنا الحكم بجواز بناء المآذن، وذلك لأن بناءها لا يقصد به التقرب بذاته.


(١) الأجوبة النافعة (ص ٣٣).