للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأصل الكف: الانقباض والتجمع، ومنه سميت الكف كفًّا؛ لأنها تقبض على الأشياء، وتجتمع (١)، والكف: الامتناع عن موالاة الفعل وإيجاده حالاً بعد حال (٢).

[* الكف عند الأصوليين]

معنى الكف عند الأصوليين لا يخرج عن معناه اللغوي ففي الموسوعة الفقفية: "وأمّا في الاصطلاح: فعرّفه الأصوليون بأنه الانتهاء عن المنهيّ عنه.

قال في التّقرير والتّحبير: إن الفعل المكلّف به في النّهي هو كفه النّفس عن المنهيّ، أي انتهاؤُه عن المنهيّ عنه، فقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا} [الإسراء: ٣٢] نهي يقتضي انتهاء المكلّف عن المنهىّ عنه، أي الزّنا إذا طلبته نفسه.

فلا يحصل الكف عن المنهيّ عنه إلا بعد إقبال النّفس عليه" (٣).

[هل القصد شرط في الكف؟]

ما دام الكف بمعنى الامتناع - والامتناع يقتضي أن يكون المكلف قاصدًا للترك وليس ذاهلاً عنه - فإن الكف لابد فيه من قصد الترّك، وهذا ما


(١) لسان العرب (٧/ ٦٩٤)، المصباح المنير (ص ٣١٨)، الصحاح (٤/ ١٤٢٣)، القاموس المحيط (٢/ ١١٣١)، تاج العروس (٣٤/ ٣١٦).
(٢) الفروق اللغوية (ص ١١٢)، لأبي هلال العسكري، تحقيق: محمد إبراهيم سليم، دار العلم والثقافة للنشر والتوزيع.
(٣) الموسوعة الفقهية الكويتية: (٣٥/ ٣٥)، التقرير والتحبير في الأصول لابن أمير الحاج (٢/ ١١٨)، ط. (١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م)، دار الفكر - بيروت.