للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقوله: وذلك فعل، أي: الكف، فالكف يحصل بفعل ضد المنهي عنه أو هو فعل ضد المنهي عنه فالعلاقة بين الكف وفعل الضد أحد أمرين:

الأول: أن الكف هو عين فعل الضد.

الثاني: أن الكف يستلزم فعل الضد، فلا يحصل الكف إلا إذا فعل الضد، وهذا لا إشكال فيه، ولعل هذا هو الأقرب، وذلك لأن الفعل قد يكون له ضد واحد، وقد يكون له أكثر من ضد، وقد يكون الكف ضدًا لأكثر من فعل، فالسكوت مثلًا ضد الكلام، ومع ذلك فالكف عن الغيبة بالسكوت هو عين الكف عن النميمة بالسكوت أيضًا.

[علاقة الكف بالترك]

مما سبق يمكن القول بأن علاقة الكف بالترك على ثلاث أحوال:

أولًا: أن يكونا متقابلين:

فيختص الكف بما توفر فيه القصد، والترك بما لم يكن كذلك.

ثانيًا: أن يكونا مترادفين: فيكون كلًّا من الكف والترك بمعنى قصد عدم الفعل.

ثالثًا: أن يكون الترك أعم من الكف: فيكون الترك هو عدم فعل المقدور ويشمل ما لو قصد فيكون كفًّا،


= الكليات (١/ ٢٩٨ - ٢٩٩): لأبي البقاء الحسيني الكفومي، ط. (١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م)، الرسالة - بيروت، تحقيق: عدنان درويش، محمد المصري.