للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكيس [من] (١) دان نفسه (٢). أي أذلها.

والدين مذلة على من هو عليه، وقد استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - (٣) منه، قال أهل اللغة: الدين ما له أجل، والقرض ما لا أجل له (٤)، ثم استعمل في الجميع.

"والإلداد واللدد" (٥): شدة الخصومة (٦). قال الله تعالى: {قَوْمًا لُدًّا} (٧) وهو مأخوذ من لديدي الوادي. وهما جانباه، كأنه يرجع من هذا الجانب إلى هذا الجانب، كما يرجع من حجة إلى حجة.

وقيل: من لديدي (٨) الفم، وهما جانباه لإعمالهما في الكلام، وفي الخصومة.


(١) سقط من ق.
(٢) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها ثم تمنى على الله". والحديث أخرجه الترمذي في صفة القيامة والرقائق والورع، وابن ماجه في الزهد، وأحمد في مسند الشاميين. وكلهم عن شداد بن أوس عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
(٣) أخرج أبو داود في باب الاستعاذة: ٢/ ٩٣ عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم المسجد، وإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: "يا أبا أمامة، ما لي أراك جالساً في المسجد في غير وقت الصلاة؟ " قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله. قال: "أفلا أعلمك كلاماً إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك؟ " قال: قلت: بلى يا رسول الله. قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال". قال: ففعلت ذلك، فأذهب الله عز وجل همي، وقضى عني ديني.
(٤) القاموس المحيط.
(٥) المدونة: ٥/ ٢٠٤
(٦) مختار الصحاح، مادة: لدد
(٧) سورة مريم، من الآية: ٩٧.
(٨) في ق: لدد.