للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتاب الجراحات (١) والديات (٢)

[أصل] (٣) هذه الكلمة من الاجتراح، وهو الاكتساب. والعمل بالجوارح. قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} (٤) ومنه: جوارح الصيد، لاكتسابها. ثم لما كان عمل الجوارح في الصيد أكثره في الأجساد، والإدماء، سميت بذلك (٥) جرحاً. وصار عرفاً فيما هو بتلك الصفة، دون سائر الاكتسابات. وجرحة الشاهد من هذا، كأنه لما مرض في عدالته فكان كمن جرح في جسمه، ولذلك قالوا (فيمن) (٦) في مثله طعن، فيه كله تشبيهاً بالجرح، ومن الجراح الشجاج (٧)، لكنها مختصة بالرأس. لأن معناها العلو. يقال: شججت (٨) البلاد، إذا علوتها، فمعنى شجه، أي جرحه في أعلاه. والجراح في جميع الجسد.

والديات جمع دية، وأصلها والله تعالى أعلم من الودي، وهو الهلاك.


(١) قال ابن عرفة: الجرح هو تأثير الجناية في الجسم. شرح حدود ابن عرفة: ٦٧٥.
(٢) جمع دية، والدية: مال يجب بقتل آدمي حر عن دمه، أو بجرحه، مقدراً شرعاً لا باجتهاد. (شرح حدود ابن عرفة: ٦٧٧).
(٣) سقط من ق.
(٤) سورة الجاثية: من الآية: ٢١.
(٥) في ح: ذلك.
(٦) سقط من ح.
(٧) كذا في ح، وفي ق: أشجاج.
(٨) في ح: شجة.