للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٤ - وأضفت إلى الغرض المطلوب بيان معاني الألفاظ الفقهية الواقعة في هذه الكتب، وكيفية تجوزها عن موضوعها، وأصل اشتقاق أصولها وفروعها.

ونثرنا أثناء ذلك نكتاً من كلام المشايخ والحذاق وتعليقاتهم، إلى ما استثرناه من أسرار الكتاب واستنبطناه إلى تنبيهاتهم. وأكثرها مما لم يقع في الشروحات له ذكر، ولا انكشف له في التعاليق سر، لتتم الفائدة لباغيها، وتكمل المنفعة لدارسها وراويها. والله أسأل عصمة تقي (١) شهوات النفس ودواعيها، وتوفيقاً يرشد إلى مناهج الطاعات ومساعيها، (بعزته) (٢).

ذكر أسانيدنا في هذه الكتب (٣) التي حملناها بها، وأداها لنا شيوخنا إلى مؤلفها (٤) - رحم الله جميعهم - وهي من طريق النقل والرواية كثيرة، واقتصرت منها هنا على ما أذكره؛ فقرأت بلفظي، وسمعت بقراءة غيري (٥)، جميع الكتب (٦) "المدونة والمختلطة" بمدينة قرطبة - حرسها الله - على الشيخ الفقيه أبي محمَّد عبد الرحمن (٧) بن محمَّد بن عتاب -


(١) في ع: ومن الله أسأل عصمة تنفي.
(٢) سقطت من ق وس وع وح وم.
(٣) في م وح وس: هذا الكتاب، والمقصود: كتب المدونة.
(٤) في ق: مؤلفيها، وهو محتمل، لاجتماع علم كل من الإمام مالك ورواية ابن القاسم له وتدوين سحنون له في "المدونة".
(٥) عبارة المؤلف في "الغنية" أدق إذ قال: قرأت أيضاً أكثرها وسمعت باقيها، يعني على ابن عتاب (الغنية: ٤٢).
(٦) في ح: كتاب، وفي م ول: كتب.
(٧) قال عنه ابن بشكوال في "الصلة": ٢/ ٥١١ - ٥١٣: آخر الشيوخ الجلة الأكابر في علو الإسناد وسعة الرواية، روى عن أبيه وأكثر عنه، وكان هو الممسك لكتب أبيه للقارئين عليه ... سمع الناس منه كثيراً، وكانت الرحلة في وقته إليه، ومدار أصحاب الحديث عليه، لثقته وجلالته وعلو إسناده وصحة كتبه. وكان صابراً على القعود للناس مواظباً على الاستماع (كذا)؛ يجلس لهم يومه كله وبين العشاءين. وطال عمره وسمع منه الآباء والأبناء، والكبار والصغار. وقال عنه المؤلف في "الغنية" (ص: ١٦٢): بقية المشيخة بقرطبة ومسنيهم ومقدم مفتيهم وأكبر مسنديهم ... قرأت عليه وسمعت جميع =