للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلنا: ولو حصل من القيود ألف قيد، ألا ترى أن لفظ إنسان نكرة مع أنه جسم كما تقدم نام حي حساس ناطق، ولم تخرجه كثرة القيود عن التنكير، فحينئذ لا بد من الشخص الذهني فيندفع الإشكال.

وكذلك في جمع وجمعاء وسحر إذا أريد به يوم معين، وكذلك سموا الشيح (شيحان) والميرة بيرة، والفجور تفجار وفى الأعداد ستة ضعف ثلاثة وثمانية ضعف أربعة، وأربعة نصف ثمانية، والأوزان التي يوزن بها، فيقولون: سكران فعلان، وطلحة فعلة، وأفضل أفعل، فيمنعون الصرف للعلمية مع سبب آخر مع صدق هذه المثل كليا على ما لا يتناهي، ومن لم يفهم المباحث السابقة لم يفهم هذه المواضع في كلام العرب.

فإن قلت: إذا قلتم: إن علم الجنس في هذه الأمثلة كلها وضع الصورة المتشخصة في الذهن، فكيف صدقت تلك الصورة المتشخصة على جميع الصور الخارجية؟ وإنما تصدق من حيث عمومها، لا من حيث خصوصها.

قلت: بل تصدق من حيث الخصوص أيضا لابد إذا تصورت في ذهنك صورة الأسد، فهذه الصورة خاصة، وأنت تجدها في نفسك تنطبق من حيث هي على كل أسد، كما إذا انطبع في مرآة صورة شجرة، فأنت تجدها تنطبق على كل شجرة من ذلك النوع، وذلك الشكل، وإن كان عددا غير متناه، وكذلك إذا صورتها في حائط تجدها تنطبق على ما لا يتناهى من ذلك النوع، وذلك الشكل، فكذلك إذا كانت الصورة، فتأمل ذلك، ولذلك إذا أخذت مقدارا من الماء في الخارج، فإنك تجده ينطبق على كل مقدار من الماء من ذلك النوع.

(التقسيم الثالث: .... إلى قوله: وأما المركب).

(تنبيه)

اعلم أن المتواطئ هو اللفظ الموضوع لمعنى كلى مستو في محاله،

<<  <  ج: ص:  >  >>